تتواصل في مدينة سبيطلة من ولاية القصرين الأيام الدراسية حول الترغيب في المطالعة.. الآليات والبرامج التي تنظمها إدارة المطالعة العمومية بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة بالقصرين. يطرح العزوف عن المطالعة العديد من الإشكاليات المتعلقة بالتربية العائلية والمنظومة التربوية وهيكلة المكتبات العمومية وبرامجها وما تنظمه إدارة المطالعة العمومية من برامج تكوينية ومن رصيد من الكتب والحوسبة.
هذه الإشكاليات كانت الموضوع الذي اثار جدلا كبيرا بحضور مديري المكتبات العمومية وبعض المتخصصين في علوم التربية وقد جرى النقاش ظهر امس إنطلاقا من مجموعة من الورقات التي قدمها الأستاذ خير الدين زروق «تصورات لتغيير سلوك المتعلم في المطالعة»وقد اشار في مداخلته الى ان البرامج المدرسية وخاصة الادبية منها باللغات الثلاث وبيداغوجيا التدريس تلعب دورا اساسيا في تنمية الميولات القرائية لدى الاطفال والناشئة فطريقة عرض الكتاب وقدرة المربي على شد التلاميذ تعتبر عنصرا محددا في مدى إقبال الطفل او الشاب في المرحلة الثانوية على المطالعة وبالتالي تمكينه من الإدمان على عادة جميلة.
اما الاستاذ خليفة المنصوري فقدم قراءة تقييمية في تجربة المكتبات العمومية وفي البرامج التي تقدمها لروادها ودعا الى ضرورة تطوير برامج التكوين المقدمة للإطارات المكتبية في حين قدم الاستاذ الاخضر العرعاري قراءة في تجربة الترغيب في المطالعة والتنشيط في المكتبات العمومية من خلال تجربته الطويلة في هذا المجال كما قدم تحديدا تاريخيا موثقا لتطور هياكل المطالعة العمومية في تونس منذ القرن التاسع عشر الى اليوم وعرج على تجربة جمعيات احباء المكتبة والكتاب.
عرض تجارب
الى جانب الورشات التي تؤطرها زينب حامد «تقنيات سرد الحكاية وقراءة القصة» وورشة اعتماد السينما والصورة للترغيب في المطالعة تاطير الاستاذ محمد البراق وورشة تكوينية حول صناعة الصور المتحركة للترغيب في المطالعة تاطير المخرج حميد بن ابراهيم سيتم عرض مجموعة من التجارب في جهات مختلفة من الجمهورية مثل المهدية (جميلة بالحاج) وصفاقس (مليكة شعبان) والحامة (ناجية جابر) ومرناق (جميلة معيز)القصرين (حميدة عمري) الى جانب تجربة الكتاب العملاق في المكتبة العمومية بالمدينة العتيقة (راضية عاشور).
هذه التجارب تركز على التعامل مع رواد المكتبات العمومية من خلال مشاريع تنشيطية محددة وهي محاولات للخروج من الفضاء التقليدي للمكتبة الى التواصل مع الجمهور الواسع على غرار تجربة «المدن تقرأ» التي كانت محور الايام الوطنية للمطالعة والمعلومات.
آفاق
يعاني قطاع المكتبات العمومية من مشاكل هيكلية عديدة بسبب تقاعس الوزارة سابقا في إصدار القانون الاساسي للمكتبيين وتمكين المكتبات العمومية من الإستقلالية المالية عن المندوبيات وهما المطلبان الاساسيان لقطاع المكتبات اليوم ولنقاباته من اجل تفعيل دور المكتبة وتمكين المكتبيين من وسائل العمل الضرورية وهي مطالب مشروعة ينتظر المكتبيون تحقيقها.
وبالتوازي مع مطالب النقابات اعلن مدير المطالعة العمومية الاستاذ علي المرزوقي ان الوزارة اعدت مجموعة من النقاط التي ستمكن القطاع من المزيد من النجاعة من بينها المصادقة على المشروع المتعلق بتلتنظيم الإداري والمالي وطرق تسيير المكتبات الجهوية والمحلية والمتنقلة الذي سيمكن المكتبات من التصرف الإداري والإستقلال المالي كمؤسسات عمومية كما حرصت الوزارة على إحداث إدارة فرعية للمكتبات ضمن الهيكلة المقترحة للمندوبيات الجهوية.
اما على مستوى تعصير المكتبات العمومية فسيتم الانتهاء من حوسبة جميع المكتبات العمومية قبل موفى 2013 لتكون بذلك في مستوى التصنيف العالمي في هذا المستوى واشار مدير المطالعة الى ان نسبة المختصين في قطاع المكتبات وصلت الى 31 بالمائة وهي تقريبا النسبة التي حددتها اليونسكو وسيتم خلال السنة الجارية انتداب 60 إطارا وفي سياق التدريب والتكوين سيتم تاهيل الإطار العامل في المكتبات بمعدل 10 دورات سنويا.
اما على مستوى الترغيب في المطالعة فإنه تجري المفاوضات مع جمعية «مكتبات بلا حدود» الفرنسية حول مشروع بعث المركز التونسي للطفل والمطالعة وهو مشروع استشرافي سيشرف على إستراتيجية وطنية حول الطفل والقراءة وتطوير برامج الترغيب في المطالعة وسيكون بمثابة المخبر ومركز للدراسات والبحث حول الطفل والمطالعة وستمكن الجمعية الفرنسية قطاع المكتبات العمومية من التجهيزات والكتب والإطار والإشراف الفني.