ظاهرة بدأت تؤكد حضورها في المشهد السمعي بدرجة أولى في انتظار أن يكون لها مكانها في المشهد البصري. هي ظاهرة «الرحيل» من التمثيل الى التنشيط الاذاعي، هناك من يؤكد على «الرحيل» النهائي بعبارة الأخرى «تغيير الوجهة» وهناك من يرى فيها «طفرة» فرضتها ظروف الحياة الجديدة. البداية كانت منذ أكثر من عشرين سنة مع الفنان الراحل حمادي الجزيري الذي قدم ونشط عديد المنوعات والبرامج التفزيونية نذكر منها «ملف التسلية». وتدور عجلة الزمن لنحطّ الرحال عند قناة «حنبعل» التي فتحت المجال للكوميدي نصر الدين بن مختار ليقدم سلسلة من الانتاجات بأسلوب كاريكاتوري، ثم جاء لطفي بندقة الذي أسس ل«حنبعل في حومتنا» منوعة هزلية بلغت هذا العام من العمر خمس سنوات.. لطفي بندقة الذي أعلن في لقاء خاص مع «الشروق» (نشر أمس الأول على هذه الصفحة) تفرغه للانتاج التلفزيوني نجح في تجربة أولى كمنشط كوميدي في إذاعة «موزاييك» وحاليا له منوعة هزلية على موجات إذاعة «جوهرة آ.ف.م» «رضا chez nous». يونس الفارحي «ببوشة في نسيبتي العزيزة» و«لزهر عروش في حسابات وعقابات».. وغيرها من الأعمال التلفزيونية.. كانت له إطلالة كوميدية متميزة على موجات إذاعة الشباب «نقطة وارجع الى السطر».. إطلالة بلغت حلقاتها المائة قبل أن يصدر قرار بإيقافها. سوسن معالج تميّزت مسيرتها بالتعددية إن صحّ التعبير فمن التنشيط على موجات إذاعة «موزاييك» وهي القادمة من المأسوف عليها «قناة الأفق».. حط الرحال في التلفزة التونسية لتنشط برنامجا يهتم بالشأن السينمائي وذلك قبل أن تنتقل الى قناة «نسمة» لتنشيط ركن ضمن برنامج «ناس نسمة».. قبل أن تقرّر الانسحاب للتفرع ل«الوان مان شو». المنصف السويسي رجل المسرح الكبير كانت له إطلالة في قناة «حنبعل» من خلال برنامج حواري أسبوعي مع أهل الفن الرابع والمختصين فيه قبل أن يغيب في الزحام. كوثر الباردي: هناك حقيقة لا مجال لتجاهلها أن «حياة نسيبتي العزيزة» كادت أن تكون منشطة ومذيعة في الاذاعة الوطنية وكان ذلك في بداية مسيرتها الفنية قبل أن تغيّر الاتجاه الى التمثيل.. ويبدو أن الحنين الى التنشيط وتقديم البرامج قد هزّها من جديد فعادت الى دائرة التنشيط من بوابة برنامج «ممنوع ع الرجال» على قناة «نسمة». ابراهيم اللطيف وهو مخرج سينمائي يعدّ «سينيشيتا» أحد أبرز أعماله في الفن السابع على اعتبار نوعيته التي جمعت بين المغامرة والفكاهة.. هذا المخرج كانت له إطلالة أسبوعية في اذاعة «موزاييك» من خلال «قهيوة عربي» يتناول فيها كل مرة حدثا إبداعيا ومناقشته مع أحد ضيوفه. أحمد عيسى وهو واحد من الفنانين المعروفين باللون الطربي في فترة سبعينات وثمانينات القرن الماضي بدرجة أولى نراه اليوم قد اختار اقتحام تجربة الانتاج التلفزيوني من خلال «للوفاء والذكرى» البرنامج الأسبوعي الذي يعود بالذاكرة الى أسماء خالدة في المدونة الفنية التونسية كاشفا البعض من خفايا مسيرة هذه الشخصية متوقفا عند خصوصياتها الابداعية غير أن هذا ابرنامج لم يستقر على حال.. وهذه قضية أخرى. المنصف البلدي.. ممثل رائد وصاحب مسيرة إبداعية ثرية على امتداد فترة العصر الذهبي لفرقة مسرح الجنوب بقفصة.. غادر هذه الفرقة ليؤسس له مسيرة جديدة في الاخراج التلفزي وإنتاج المنوعات التلفزية ذات النفس الصوفي حتى أنه أصبح يلقب حاليا ب«المخرج المتصوّف». محمد علي بن جمعة.. هذا الممثل الأنيق من خلال المشاركة في عديد الأعمال من ضمنها «نجوم الليل» على قناة «حنبعل» و«صيد الريم» على الوطنية الأولى، غيّر الاتجاه بدرجة كبيرة من خلال التخصص في موسيقى الراب.. وأصبح بالتالي أحد رواد هذه الظاهرة الموسيقية بل من المدافعين ب«شراسة» عنها أمام كل من تحدثه نفسه بنقدها وانتقادها. والخلاصة أنه من خلال هذه الأمثلة التي توقّفنا عندها نستخلص أن تغيير الاتجاه من اهتمام الى آخر.. يلجأ إليه البعض كنوع من «استثمار» شهرتهم و«نجوميتهم» رغم أن عنصر الموهبة يبقى من العناصر الأساسية والرئيسية لكسب الرهان في أيّ شأن إبداعي.