البعد عن العائلة خلال شهر رمضان يدفع الكثير من الشباب الى خوض تجربة الطبخ وتحمّل مسؤولية القيام بشؤونهم الخاصة. هذه الحياة الجديدة والتجربة الجديدة انطوت على الكثير من الطرافة والمفاجآت المضحكة أحيانا والمغيضة أحيانا أخرى وردت على ألسنة بعض الطلبة الذين اضطرتهم الظروف للاقامة بعيدا عن عائلاتهم. سعيا الى التأقلم مع الوضعية الجديدة تلقّى سامي بعض الدروس النظرية في الطبخ من والدته حتى لا يواجه مواقف محرجة خاصة أثناء شهر رمضان ويقول انه يحبّ الاعتماد على نفسه في كل شيء لذلك عمد الى تعلم طبخ بعض الأكلات الرئيسية قبل التحاقه بالجامعة. **تعاون ومفاجآت رمضان العزّاب يتسم بأجواء خاصة فيها الكثير من المتعة والتشويق كيف لا والكل يحاول أن يثبت أنه قادر على تحمل المسؤولية والتفنّن في الطبخ. ويروي الطالب أحمد سنة ثالثة انقليزية تفاصيل سنته الاولى بالجامعة وكيف يقصّر شهر رمضان قائلا، كان رمضان تلك السنة مليئا بالمفاجآت غير السارة أحيانا كيف لا وقد اضطرّ هو وأصدقاؤه الى الافطار على البيض والهريسة لانهم حاولوا طبخ الشربة لكن طعمها كان سيّئا للغاية! أما شمس الدين طالب سنة ثالثة هندسة فيؤكد أنه يقطن مع رفاق يتقنون طهو الطعام ويقسمون المهام في ما بينهم سواء في ما يتعلق بالطبخ او التنظيف لكن هذه الأجواء المتسمة بالتعاون بينهم لم تمنعه من «التحايل» على أصدقائه ليتجنب الطبخ وتحضير الافطار فهو يختار العودة الى المنزل متأخرا حتى تقتصر مهمته على تحضير «السلطة» والبريك لا غير. **تعويض أجواء العائلة عادة ما تكون السهرات الشبابية والافطار في شكل جماعي وسيلة مثلى للتغلب على الحنين الى العائلة ويقول رمزي «انها المرة الأولى التي اغادر فيها منزلنا وأقضي شهر رمضان بعيدا عن عائلتي لذلك أحاول أنا وأصدقائي المقيمين معي خلق أجواء مماثلة لتلك الأجواء العائلية ورغم أننا لا نتقن الطبخ جيدا الا أننا نتعاون في ما بيننا من أجل تحضير وجبة إفطار متكاملة كتلك التي كانت تعدّها لنا أمهاتنا. يامن بالرحومة يؤكد أن رمضان العزاب له نكهة خاصة ومميزات جميلة تتمثل بالأساس في سعيهم الى تعلم الطبخ على أصوله ولذلك يخصص يامن كراسا يدوّن فيها مكونات كل أكلة وطريقة طبخها وعند عجزه عن طبخ أية أكلة فانه يتصل فورا بوالدته ويسألها عن كيفية اعدادها. ويؤكد يامن في معرض حديثة ان الشبان يطبخون أحسن من الفتيات وقد توصّل لهذه النتيجة بعد أن اطلع وتذوق المؤكولات التي يطبخها زملاؤه في الدراسة. **طرائف بالجملة لا يخلو رمضان العزاب من الطرائف ويروي شمس الدين ما وقع معه خلال احدى ليالي رمضان حين سعوا الى طبخ «مقرونة» لكنهم اضطروا الى تناولها «كشكشوكة» لانها لم تصلح لهذا الغرض وفي اليوم التالي أضافوا اليها الماء وطبخوها «كشربة». وسام روى ما حصل له عندما حاول تحضير البريك حيث اضطر الى وضع كميات كبيرة من البطاطا مما حول البريكة الى طاجين بطاطا. ولفرج ومجدي قصة أخرى مع الطرائف والمفاجآت الرمضانية غير المرتقبة حيث اضطر الى الافطار على اللبن والبيض المسلوق لان صديقهما الوحيد الذي يتقن الطبخ اصابته وعكة صحية منعته من اعداد وجبة الافطار.