إن شهر رمضان شهر جليل له كرامته يشعر الناس فيه بالاستقرار الروحي والأمان النفسي، وكما نشاهد ان مظاهر شهر رمضان تختلف عن مظاهر باقي الشهور لأن الله تعالى فرض صيامه، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه وهو شهر العبادة والتلاوة والإيمان والإحسان. لذا ينبغي على المسلم أن يحافظ على حرمة هذا الشهر وكرامته، وكثيرا ما يشاهد في بعض البلاد الإسلامية يغلقون الأماكن التي لا يتناسب فتحها في رمضان. وليس هناك من المجاهرة بالافطار في شهر رمضانخاصة وانتهاك حرمته في مجتمع إسلامي على مرأى ومسمع، لما في ذلك من ايذاء لشعور الصائمين ويجرح احساسهم وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذل فقال : «كل أمتي معافى إلا المجاهرون» ولو أفطر الإنسان بسبب مبيح للفطر فعليه أن يراعي غيره من الصائمين وأن لا يعرض نفسه لسوء الظن، وعلى من عنده عذر مبيح للفطر فليتوارى عن مجتمع الصائمين، ويأكل ويشرب داخل بيته أو في مكان بعيد عن الأنطار لكي لا يشيع الظن السيء حوله. وفي هذا المجال قال الفقهاء ان من فسد صومه بسبب خارج عن ارادته يجب عليه الإمساك عن الطعام والشراب وبقية المفطرات أمام الناس مراعاة لحرمة الصوم في نهار رمضان. وأخبث الناس من هم قادرون على الصوم ولا عذر عندهم يبيح الإفطار ومع ذلك يفطرون ويجاهرون ولا يستحون ويزعمون أنهم أصحاب اعذار والواقع خلاف ذلك. ومن المظاهر السيئة والعادات القبيحة والذنوب الكبيرة أن يجهر المفطر بفطره ويرى بأنه ما دام مفطرا عاصيا فلا داعي للاستتار والاخفاء فهذا يجاهر بفطره في نهار رمضان يأتي بالمعصية على وجه العموم فإنه بذلك يجرىء غيره، وكما قيل عدوى البليد الى الجليد سريعة كالجمر يوضع في الرماد فيخمد. وكما قيل إذا فشت الخطيئة سهل أمرها ولهذا كان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون. وفي الأثر إذا ابتليتم فاستتروا وذنب السر أخف من ذنب العلانية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اتقوا شهر رمضان فإنه شهر الله فقد جعل الله لكم احد عشر شهرا تنعمون فيها وجعل لكم شهر رمضان فاحذروا شهر رمضان والتفريط فيه والاستخفاف به، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال : «من أفطر يوما في رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقضه صوم الدهر كله وإن صامه» رواه الترمذي.