تتميّز جهة زغوان بتنوّع المواقع و المعالم الأثرية خاصّة و أن هذه المنطقة تعاقبت عليها عديد الحضارات والحقب التاريخية, لكنها تعاني من الاهمال والتهميش. زغوان الشروق: تحتوي مختلف مناطق ولاية زغوان على 55 موقعا و معلما أثريا مصنّفا منها معلمان فقط مفتوحان للزيّارة و أماكن تاريخية مرتبة و محمية من قبل المعهد الوطني للتراث في ولاية زغوان و رغم قيمتها التاريخية و الثقافية إلاّ أن الاهتمام بها من قبل الأطراف و الجهات المعنية ظلّ مقتصرا على المناسبات الظرفية و لم يقع ادماجها في تنشيط السيّاحة الدّاخلية و الخارجية و جعلها نواة لجذب الاستثمار الدّاخلي و الخارجي و تكون بذلك جهة زغوان من الأقطاب السيّاحية الجاذبة و الفاعلة في دفع عجلة التنمية. و حسب أغلب المهتمين بهذا الشأن فان هذا الهدف ممكن و لكن يتطلّب تظافر مجهودات مشتركة جهويا ومركزيا و ذلك بمعالجة الصّعوبات و العراقيل و إيجاد الحلول و بلورتها على أرض الواقع. مخطط جهوي يقول وليد العماري رئيس المكتب الجهوي لمنظمّة «عين تونس « بزغوان أن ولاية زغوان تتميّز بوجود إمكانيات و فرص هامّة لدفع التنمية بالجهة و تطوير الحركة الاقتصادية و الاجتماعية بالإضافة إلى مخزون الموارد الطبيعية من غابات و مياه و مواد فلاحية، إلى جانب أنها تزخر بعدد هام من المناطق الجميلة و المواقع الأثرية التي من شأنها أن تطوّر الحياة الاقتصادية و لتحقيق ذلك لا بدّ من إرساء مخطط جهوي يأخذ بعين الاعتبار التحديّات الوطنية و الرّكود الاقتصادي. و أكدّ العماري أن تحسين البنية التحتية و تقريب الخدمات لهذه المواقع الأثرية سيطوّر قطاع السيّاحة البديلة و السيّاحة الثقافية. و دعا إلى تشجيع هذه الجهة الثرية بمخزونها الثقافي و التاريخي و الطبيعي بإيلائها أهمية كبرى و العمل على تطوير النشاط السيّاحي بها ,فهذه المواقع و المعالم الأثرية يمكن توظيفها سيّاحيا و اجتماعيا و اقتصاديا و تنمويا. و بيّن أن هذا الأمر يتطلّب استراتيجية استشرافية و تشاركية قادرة على تحقيق الأهداف المرجوّة مضيفا ان أن هذا الاجراء سينعكس بطريقة غير مباشرة على تطوير المواقع الاستشفائية و الايكولوجية و الثقافية التي تزخر بها جهة زغوان. غياب التخطيط مواطنو زغوان ابدوا استياءهم من اهمال المواقع الاثري حيث اكد محمود بن تمسّك ان المواقع الأثرية بالجهة تعاني الاهمال والتهميش و لم يقع استغلال هذه الثروة التاريخيّة و الثقافية في السيّاحة البديلة بالجهة و غياب الرؤية و التخطيط للنهوض بهذه المعالم ودعا جميع السّلط المعنية المتد خلة الى العمل على العناية أكثر بالمواقع الأثرية بزغوان و تطويرها و توظيفها بشكل إيجابي. اما بليغ بن حميدة فيرى أن المعالم و المواقع الأثرية بجهة زغوان قادرة على تطوير و تنمية قطاع السيّاحة البديلة و جذب السيّاح الذين سيساهمون في تنمية الدورة الاقتصادية و الثقافية بالجهة . من جهته اكد منير خلفة أن المواقع الأثرية بالجهة تشكّل عنصر الجذب الأساسي في المجال السيّاحي إلاّ أن تحسين البنى التحتية و تطوير المواقع الأثرية التاريخية تعدّ من الأولويات المهمّة و المكمّلة للسياحة البديلة. و دعا الى احداث خطّة واضحة و عملية و عاجلة في كيفية استغلال كلّ المواقع الأثرية بالجهة و دمجها بالسيّاحة البديلة و الايكولوجية أي دور لمندوبية الثقافة ؟؟ من جهته أكّد فتحي منصور رئيس مصلحة مؤسسات العمل الثقافي بالمندوبية الجهوية للثقافة بزغوان أنّه يجب الترويج لهذه المعالم و المواقع الأثرية لجذب الاستثمار الدّاخلي و الخارجي لتطويرها و إدخالها في الدّورة الاقتصادية وتنشيط السياحة البديلة و المساهمة في تنمية المنطقة على جميع المستويات. و أشار الى ضرورة انفتاح هذه المواقع الأثرية لتكون قبلة لعموم الناس و تأهيل أكثر ما يمكن من المواقع بمناطق الجهة و استغلالها سيّاحيا و ثقافيا و السعيّ الى تطوير و فتح أكثر ما يمكن من المواقع للزيارة و توفير الظروف الملائمة للتهيئة و الاستغلال و تقريب الخدمات إليها و ذلك بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية و المتداخلة. و أضاف أن المندوبية الجهوية للثقافة بزغوان تقوم بما في وسعها للتعريف بهذه المواقع و المعالم في إطار المهرجانات و المناسبات كما تصدر نشريات لتسليط الأضواء على اهمية هذه المواقع تاريخيا و ثقافيا و تربويا. كما أكّد فتحي بن منصور أن المندوبية الجهوية للثقافة بزغوان منفتحة على جميع المبادرات و الاقتراحات الثقافية البناءة و ذلك لتطوير النشاط الثقافي الواسع و الشامل بالجهة زغوان .