كل البحوث والدراسات العلمية والوبائية تشير إلى العلاقة المباشرة بين الإصابة بتليف الكبد والتعرّض لمرض السكري وزيادة الوزن أو التنكس الدهني. لا تتم إزالة السكريات الزائدة عن طريق البول أو التنفس أو العرق. يتم الاحتفاظ بها وتخزينها كاحتياطيات سيئة في أجسادنا. يحتوي غرام السكر على 4 سعرات حرارية . بمجرد الحصول على 9 سعرات حرارية يقوم الكبد بتشكيل غرام من الدهون التي تخزّن. عندما يكون الكبد محشوا بالدهون مما يتسبب في إرهاقه يقع خزن الدهن في الثديين لدى النساء وحول الوركين وفي الحوض عند الرجال. هكذا ندخل في حلقة مفرغة. فالوزن الزائد والسمنة ومرض السكري هي النتائج المباشرة لتشحم الكبد الناتج هو الآخر عن تناول المزيد من السكريات بأنواعها السريعة والبطيئة. يؤدّي كل ذلك إلى التليف والفشل أو القصور الكبدي. مفعول الخبز الأبيض مشابه للسكر وجميع منتجات الألبان تحتوي على اللاكتوز. تاريخياً ، كان الكبد الدهني مرتبطاً باستهلاك الكحول ولكن في السنوات الأخيرة يتم تشخيص العديد من الناس الذين يعانون من مرض الكبد الدهني غير الكحولي. إنه بالأساس مرض الوجبات السريعة والغذاء غير المتوازن والصودا. زيادة الوزن والسكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول هي عوامل خطر تستوجب الخضوع للفحص خصوصا بعد سن الأربعين. يرتبط استهلاك المشروبات الغازية والصودا ارتباطا مباشرا بوباء السمنة الحالي في أوروبا والولاياتالمتحدة كما يتسبب في تلف الكبد وذلك وفقا لدراسة نشرت في عام 2017 في مجلة أمراض الكبد والتي أجراها باحثون من جامعة تافتس (الولاياتالمتحدة). غالباً ما يرتبط مرض الكبد الدهني غير الكحولي بالوزن الزائد و / أو مرض السكري من النوع الثاني ويشرح المعهد الوطني الفرنسي للصحة والأبحاث الطبية (Inserm) على موقعه الإلكتروني كيفية التشخيص: فهذا المرض عادة ما يقع تشخيصه من خلال بعض الأعراض. تراكم الأحماض الدهنية يمكن أن يسبب في حالة التهابية تسمى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وقد تؤدي إلى تليف الكبد (التهاب مزمن يسبب تدمير خلايا الكبد) وفي بعض الحالات إلى سرطان الكبد (الورم الكبدي الأكثر شيوعا). في الولاياتالمتحدة ، ما يقرب من 30 ٪ من السكان سيتأثرون بمتلازمة «كبد الأوز». يقول العلماء إن الوضع سيتفاقم بحلول سنة 2030 لأن حوالي 50٪ من سكان العالم قد يعانون من هذا المرض. السكر والبطاطا خصوصا المقلية والخبز الأبيض والحلويات ورقائق الذرة (الشيبس) والبيتزا وكعك الأرز المنقوع والأطعمة فائقة المعالجة والمشروبات الغازية ... كلها أطعمة تزيد من نسبة دهون الكبد. تتعمّق ظاهرة تشحّم الكبد كلما تقدمنا في العمر وهذا المرض يزيد من عملية مقاومة الأنسولين الذي يصبح أقل فعالية ويعرّض صاحبه لمرض السكري من النوع الثاني وبالطبع لزيادة الوزن. نذكّر أنه في البلدان المتقدمة يشمل ذلك 10 إلى 40 ٪ من السكان البالغين وما يقارب 20 ٪ من الأطفال.