في إطار الإنفتاح على كلّ الفنون واستجابة لكلّ الأذواق، جاءت برمجة عرض الفنّان اللّبناني الملتزم مارسيل خليفة لسهرة السبت 28 جويلية الذي حلّ ضيفا مبجّلا على مهرجان دقة الدّولي في دورته الثّانية والأربعين بعد غياب دام 32 سنة بالتّمام والكمال ذلك أنّ آخر لقاء جمعه بجمهور دقة يعود إلى سنة 1986. ووسط تنظيم محكم تجاوزت فيه الهيئة أخطاء الدّورات السّابقة و بحضور أمني مكثّف لتأمين فضاء المسرح ومحيطه، انطلق الحفل حوالي العاشرة ليلا حيث اعتلى الفنّان مارسيل خليفة ركح المسرح الأثي بدقّة مرفوقا بابنه رامي خليفة عازف البيانو وعازف الإيقاع أنريك وسط تصفيق الجماهير التّي توافدت بأعداد محترمة من عديد المدن على غرار مجاز الباب وتستور وباجة والكريب وقعفور وتونس العاصمة إلى جانب أبناء تبرسق. استهلّ الفنّان الحفل بأغنيّة "يا حادي العيس سلّملي على أمّي" أهداها إلى أمّهات شهداء الوطن العربي قبل أن يفرد شهداء تونس بمعزوفة خاصّة بعنوان"صرخة". ولم ينس مارسيل خليفة الأطفال الذين كان حضورهم مميّزا صحبة أوليائهم إذ مازحهم في أكثر من مرّة وأدّى لهم أغنيّتين هما "الحلواية" و"يا بوليس الإشارة". وقدّم الفنّان الملتزم أغنيّة تونسيّة من تلحينه ومن كلمات صديقه الشّاعر آدم فتحي بعنوان "تونس حرّة" وأدّاها باللّهجة التونسيّة طالبا رخصة طريفة من الجمهور الحاضر بالسّماح له إن أخطأ في بعض العبارات باللّهجة التونسيّة. وبلغ الحفل ذروته حين آداء مارسيل لأغنيّة "منتصب القامة أمشي" والتي تفاعل معها الحضور بالغناء ورفع الشّعارات القوميّة والسياسيّة المذكّرة بقضيّة فلسطين ورفرفت أعلام فلسطين وسوريا معانقة العلم التونسيّ. كما أمتع جمهوره بباقة من أغانيه مثل "جواز السّفر" و"أحنّ إلى خبز أمّي" و"يا بحريّة" في توزيع جديد. وكان للشّعر نصيب في العرض إذ ألقى الفنّان قصيدة غير ملحّنة بعنوان "آخر الليل".