تجددت أمس المظاهرات في عدد من المدن السورية للمطالبة بالحرية والاصلاح السياسي لكنها شهدت سقوط أكثر من 22 قتيلا وعشرات الجرحى بنيران قوات الأمن السورية فيما أكد التلفزيون السوري مقتل 19 عنصرا أمنيا بنيران الجماعات المسلحة بمحافظة «درعا». وذكرت قناة «الجزيرة» الاخبارية ان المظاهرات خرجت في درعا جنوب سوريا وفي حمص واللاذقية وفي عدد من البلدات بريف دمشق. وأكد المتظاهرون أن الاصلاحات التي قدّمها النظام السياسي الرسمي غير كافية وجاءت متأخرة مشيرين الى أن النظام يحاول احتواء المظاهرات والاحتجاجات «لأن عملاء مأجورين» يقفون وراءها. ونقلت «رويترز» عن نشطاء سياسيين سوريين إن أصداء نيران أسلحة آلية ترددت أمس أثناء مظاهرة مطالبة بالديمقراطية في ضاحية «حرستا» بدمشق. وقال النشطاء إن الاتصالات قطعت عن الضاحية. وفي مدينة حمص بوسط البلاد قال شهود عيان إن مئات خرجوا الى الشوارع عقب صلاة الجمعة مرددين هتافات تطالب بالحرية وذلك بعد يوم من اعلان الرئيس بشار الاسد إقالة محافظ حمص في محاولة لاسترضاء الشعب. من جهة أخرى قال ناشط كردي إن مظاهرات حاشدة تفجرت في عدد من المناطق الكردية بشرق سوريا أمس بعد يوم من عرض الرئيس بشار الأسد منح الأكراد الجنسية السورية. وقال حسن كامل العضو البارز بالحزب الديمقراطي الكردي لوكالة «رويترز»» «لفتة المواطنة لم تؤد الا الى إشعال الشارع... القضية الكردية هي قضية ديمقراطية وحرية وهوية ثقافية». وتأتي المظاهرات رغم وعود حكومية بالاصلاح لكن المعارضة تشكك في أهمية هذه الوعود وتعتبر الحديث عنها في هذا الوقت محاولة من السلطات لكسب الوقت. وفي أول تصريحات له منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا قال نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدّام أمس الأول إنه واثق من أن الرئيس السوري بشّار الأسد سيتنحى عن الحكم، على حد تعبيره. وقال في مؤتمر صحفي عقده في بروكسيل إن الشعب السوري سيحقق أهدافه. وتعليقا على الاصلاحات التي أعلنتها القيادة السورية، قال خدّام إن المشكلة ليست في أن يصدر هذا المرسوم او ذاك... المشكلة في طبيعة النظام، مضيفا «أعرف تركيبة النظام... هذه الأنظمة غير قابلة للإصلاح وزمن هذه الأنظمة ولى»، حسب قوله.