عاجل/ هذا ما تقرر في حق برهان بسيس ومراد الزغيدي..    رجة أرضية بهذه الولاية..#خبر_عاجل    الأونروا يكذب ادعاء الاحتلال بوجود مناطق آمنة في قطاع غزة    انشيلوتي.. مبابي خارج حساباتي ولن أرد على رئيس فرنسا    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    حوادث: 07 حالات وفاة و اصابة 391 شخصا خلال يوم فقط..    طقس الأحد: الحرارة في ارتفاع    وفاة مفاجئة لنائب المستشار السويسري في الجبال    وزير الخارجية يلتقي عددا من أفراد الجالية التونسية المقيمين بالعراق    مظاهرات حاشدة في جورجيا ضد مشروع قانون "التأثير الأجنبي"    تنفيذ بطاقة الجلب الصادرة ضد سنية الدهماني: ابتدائية تونس توضّح    أزعجها ضجيج الطبل والمزمار ! مواطنة توقف عرض التراث بمقرين    عاجل : برهان بسيس ومراد الزغيدي بصدد البحث حاليا    وزير الشؤون الخارجية ووزير النقل العراقي يُشددان على ضرورة فتح خط جوي مباشر بين تونس والعراق    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    تطاوين: إجماع على أهمية إحداث مركز أعلى للطاقة المتجددة بتطاوين خلال فعاليات ندوة الجنوب العلمية    النادي الافريقي: فك الارتباط مع المدرب منذر الكبير و تكليف كمال القلصي للاشراف مؤقتا على الفريق    النادي الافريقي - اصابة حادة لتوفيق الشريفي    بطولة الاردن المفتوحة للقولف - التونسي الياس البرهومي يحرز اللقب    سليانة: الأمطار الأخيرة ضعيفة ومتوسطة وأثرها على السدود ضعيف وغير ملاحظ (رئيس قسم المياه والتجهيز الريفي)    مع الشروق .. زيت يضيء وجه تونس    سوسة: أيّام تكوينية لفائدة شباب الادماج ببادرة من الجمعية التونسية لقرى الأطفال "أس أو أس"    6 سنوات سجنا لقابض ببنك عمومي استولى على اكثر من نصف مليون د !!....    كيف قاومت بعض الدول الغش في الامتحانات وأين تونس من كل هذا ...؟؟!!.    مصادر إسرائيلية تؤكد عدم وجود السنوار في رفح وتكشف مكانه المحتمل    الدورة 33 لشهر التراث: تنظيم ندوة علمية بعنوان "تجارب إدارة التراث الثقافي وتثمينه في البلدان العربيّة"    تنظيم الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية من 14 إلى 21 ديسمبر 2024    مهرجان الطفولة بجرجيس عرس للطفولة واحياء للتراث    انضمام ليبيا لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    مدير مركز اليقظة الدوائية: سحب لقاح استرازينيكا كان لدواعي تجارية وليس لأسباب صحّية    عاجل/ الاحتفاظ بسائق تاكسي "حوّل وجهة طفل ال12 سنة "..    نحو 6000 عملية في جراحة السمنة يتم اجراؤها سنويا في تونس..    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    أسعارها في المتناول..غدا افتتاح نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك بالعاصمة    سليانة.. يحول مستودع لتخزين الغلال الى مستودع لتجميع محركات السيارات    القيادي في حركة "فتح" عباس زكي: " الكيان الصهيوني يتخبط لا قيادة له.. والعالم على مشارف تحول جديد"    الحرس الوطني يُصدر بلاغًا بخصوص العودة الطوعية لأفارقة جنوب الصحراء    لويس إنريكي.. وجهة مبابي واضحة    الجامعة التونسية لكرة القدم تسجل عجزا ماليا قدره 5.6 مليون دينار    عاجل : إيلون ماسك يعلق عن العاصفة الكبرى التي تهدد الإنترنت    رئيس الجامعة بالنيابة جليّل: اعجاب كبير بعمل الوحيشي وسنبقي عليه    استشهاد 20 فلسطينياً في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة..#خبر_عاجل    القصرين: بطاقة إيداع بالسجن في حق شخص طعن محامٍ أمام المحكمة    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    مهرجان ريم الحمروني للثقافة بقابس.. دورة الوفاء للأثر الخالد    مسيرة فنية حافلة بالتنوّع والتجدّد...جماليات الإبدالات الإبداعية للفنان التشكيلي سامي بن عامر    الجزائر تتوقع محصولا قياسيا من القمح    البطولة العربية لألعاب القوى تحت 20 عاما : تونس ترفع رصيدها الى 5 ميداليات    بعيداً عن شربها.. استخدامات مدهشة وذكية للقهوة!    تونس تشدّد على حقّ فلسطين في العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتّحدة    الكريديف يعلن عن الفائزات بجائزة زبيدة بشير للكتابات النسائية لسنة 2023    في تونس: الإجراءات اللازمة لإيواء شخص مضطرب عقليّا بالمستشفى    وزير السياحة يؤكد أهمية إعادة هيكلة مدارس التكوين في تطوير تنافسية تونس وتحسين الخدمات السياحية    نرمين صفر تتّهم هيفاء وهبي بتقليدها    إتحاد الفلاحة : '' ندعو إلى عدم توريد الأضاحي و هكذا سيكون سعرها ..''    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا لم تتحول بنزرت الى قطب سياحي ؟ مستثمرون وخبراء يرسمون دليل النجاح
نشر في الشروق يوم 13 - 12 - 2010

شواطئها الجميلة وتاريخها الحافل بالأحداث العسكرية التي تحكي الأهمية الاستراتيجية لمدينة بنزرت وبالتحام البحر بالغابة وإطلالتها على الضفة الغربية والشرقية للبحر الأبيض المتوسط اكتسبت بنزرت عبر التاريخ شهرتها وروعتها، سواحل تزيد عن 200 كلم وبحيرة تتنفس عبر القنال وتسافر حتى منزل بورقيبة وجبل اشكل... روعة الجغرافيا والتضاريس تحكيها الحضارات المتعاقبة على المدينة والتي تركت بصماتها في كل حقبة من الحصن الإسباني والمعالم العثمانية الى سائر الدرر النفيسة في «المدينة العربي».
كلها عوامل تمثل قاعدة مهمة لعناصر سياحية متنوعة قادرة على جعل بنزرت قطبا سياحيا هاما إلا أن المعطيات الحالية للسياحة بالجهة تشير الى واقع آخر بعيد عن حلم أهالي الجهة وقع لا تخفف من حدة وطأته إلا المشاريع الكبرى التي ينتظرها «البنزرتية» من «كاب 3000» الى «منتجع الرأس الأبيض» والتي قد تقلب واقعا سياحيا في حاجة الى «التطوير» عن هذه الرؤية الاستشرافية لمستقبل السياحة بالجهة وعن الأسباب التي تفسر الركود السياحي الحالي تحدثنا الى بعض المستثمرين في القطاع السياحي من أبناء الجهة والى بعض المسؤولين لنظفر بأجوبة مختلفة ومتنوعة لا يجمع بينها إلا رابط واحد وهو التفاؤل بالمستقبل وقدرة المشاريع الكبرى على تغير وجه مدينة كان جمالها ولا يزال سرا من أسرار روعتها وشهرتها.
تحقيق من إعداد إيمان عبد الستار إيمان الشنيتي محسن العباسي
رغم ثراء الطبيعة وتنوع العناصر البيئية بجهة بنزرت وعراقة المعالم التاريخية للعديد منها والتي اتفق الباحثون على تسميتها بامتياز ب «درة المتوسط» وعروس اشمال. فإن عدم ارتقائها الى وجهة مرموقة للسياحة قد اختلفت بين أهل القطاع من الباعثين والمستثمرين بالجهة والذين اتفقوا في المقابل على أهمية الإضافة السياحية للمشاريع الكبرى المرتقبة.
السيد صالح الدريدي (مستثمر في القطاع السياحي): رجال الأعمال أخطأوا في حق بنزرت
أولت الدولة لجهة بنزرت أولوية في القطاع السياحي على غرار عدد من المناطق الأخرى وكان أولها بعث الفضاء السياحي «كرنيش بلاص بنزرت» وأعتقد أن عقلية الإنكماش وغياب تقاليد سياحية لدى بعض «البنزرتية» إضافة الى بعض الأفكار الرجعية التي وصفت بنزرت كمنطقة عسكرية بالأساس وغير سياحية من الأسباب الخفية التي قد تفسر الى حدّ ما هذه الإشكالية. بالإضافة الى التعاطي الخاطئ لبعض رجال الأعمال مع السياحة ببنزرت.
فبنزرت إن صح القول كالفتاة الجميلة التي قضى عليها جمالها»... وبخصوص الآفاق السياحية المنتظرة للمشاريع الجديدة فمن الأكيد أنها ستحدث قفزة نوعية في هذا المجال وتعزز بشكل متكامل النسيج السياحي الوطني بصفة عامة ويضفي حركية اقتصادية وتجارية هامة بالجهة..».
السيد محمود السويسي (صاحب مشاريع سياحية ببنزرت): لا بد من بعث مشاريع طريفة وفق خصوصيات الجهة
عديد العوامل والمؤشرات المتداخلة حالت دون تحول بنزرت بعد إلى وجهة للسياحة وهي من وجهة نظري بالأساس النقص الواضح في الإشهار بالخارج حول السياحة ببنزرت وهو الأمر الذي أثر بدوره على ترويج المنتوج السياحي البنزرتي... كما أن عدم الاستغلال الأمثل للعناصر الطبيعية والبيئية التي تزخر بها بنزرت أعاق بدوره إبراز عديد الخصوصيات السياحية الطريفة للجهة...
إضافة الى غياب المؤطرين والمختصين في مجالي الإرشاد.
وتظل نقطة الضعف الأساسية النقص في بعث مثل هذا الصنف من المشاريع التي تتماشى وخصوصية الجهة.. أما عن الإضافة السياحية للمشاريع الكبرى فأظن أنها ستساهم في تبلور عقلية حسب الاستثمار في بنزرت وتنشط الى حد كبير الواجهات البحرية في عديد المناطق والمعتمديات».
السيد مهدي العنابي (صاحب نزل): بنزرت وجهة سياحية موسمية وضعيفة
من أبرز أسباب عدم ارتقاء بنزرت الى وجهة للسياحة فكرة الطابع الموسمي للسياحة وربطها بالعوامل المناخية. وهو الأمر الذي أدى بصورة مباشرة الى ضعف الاستثمار السياحي بالجهة ككل إضافة الى نقص الإشهار واعتبار بنزرت «منطقة عسكرية» بالأساس وأعتقد أن أبرز إضافة ستحققها المشاريع الكبرى تنويع السوق السياحية ببنزرت ولاسيما عبر استقطاب السياح من ذوي المقدرة الإنفاقية العالية... غير أن من مستحقات المرحلة السياحية الجديدة ببنزرت تنظيم أكبر للمسلك والنسيج السياحي».
السيد بشير اليوسفي (صاحب مؤسسة في التكوين السياحي): لابد من تطوير البنية الأساسية
بنزرت هي قبلة للسياحة الداخلية وأظن أن من أهم عوامل عدم تحولها الى وجهة متكاملة للسياحة عدم التطور الكيفي في مستوى البنية التحتية والنسيج السياحي على غرار الفندقي منه علاوة على ضعف ما يعرف بالتنشيط السياحي... وبخصوص الإضافة المرتقبة للمشاريع الكبرى فأرى أنها ستكون وسيلة أولى وليست بالغاية نحو تطوير وجه السياحة ببنزرت في ما يتعلق بالمنتوج والخدمات. كما أن مستحقات مثل هذه المتغيرات تفترض مواكبة وعناية أكبر بالتكوين السياحي خاصة».
السيد شكري بن حماد (رئيس جمعية صيانة مدينة بنزرت): تاريخ بنزرت عنصر سياحي يتوجب استغلاله
أعتقد أن مسؤولية عدم تحول بنزرت الى وجه للسياحة تعود في جانب كبير منها الى عدم تطور بعد دور وكالات الأسفار في التحسيس والتعريف بالخصوصيات السياحية بالشمال التونسي بصفة عامة وتوجيه من ثمة السائح نحو هذه المناطق... هذا وسيكون لمثل هذه المشاريع السياحية العملاقة دور كبير في تطوير السياحة ببنزرت لكن الحاجة تبقى ملحة في هذا الإطار لمزيد تشجيع المستثمرين لإستغلال المواقع الطبيعية والتوظيف السياحي المحكم لعناصر هامة على غرار بحيرة بنزرت واشكل وارخبيل جالطا... وبخصوص العناصر السياحية بالمدينة القديمة لبنزرت القادرة على استقطاب السياح فإن كل المجهودات منصبة نحو فتح مختلف المعالم الأثرية والتاريخية للسياح والعمل على تكوين الدليل السياحي المؤهل لاستقبال زوار هذا المعلم من السياح... والبحث عن التمويلات الضرورية لإرساء عادة سوق أسبوعية للحرفيين في أسوار المدينة بالإضافة الى متحف للعادات والتقاليد بفضاء سيدي المختار».
السيد عفيف كشك (صاحب نزل): المشاريع الكبرى ستنهض بالسياحة في الجهة
يقول السيد عفيف كشك «إن السياحة قديمة العهد بولاية بنزرت وهي تعود للستينات، فقد أنشئ أول نزل صنف 5 نجوم سنة 1964 ببنزرت وهو «الكرنيش بالاص» ثم «الناظور» 3 نجوم ثم «جالطة» 2 نجوم. كما أن أول مدرسة سياحية كانت ببنزرت.
وحول الواقع الحالي للسياحة اليوم في بنزرت ذكر السيد عفيف كشك «أن القطاع تراجع بصفة ملحوظة منذ فترة وتعود أسبابه الى عدة عناصر أساسية هيكلية، فعندما نقارن بنزرت بمناطق أخرى كجربة والحمامات وسوسة يتضح لنا أن الشريط الساحلي ببنزرت تغمره الغابات والحجارة .
ان السواحل الممتدة من سوسة الى الحمامات تبلغ حوالي 170 كلم وكلها شواطئ رملية والسياحة اليوم أغلبها مبنية على ما يعرف بسياحة الأفواج (الرحلات الجماعية «شارتار») ومحركها الأساسي بطبيعة الحال هو النقل الجوي وهذا ما يجعل السياحة في بنزرت تختلف عن الساحل.
وحول السياحة الداخلية يقول: « ازدهرت ببنزرت في الآونة الأخيرة وهذه السياحة مبنية على كراء الشقق والمساكن الخاصة وحتى بعض النزل، هؤلاء هم سياح أيضا ويدفعون أموالا لقاء «خلاعتهم» لكننا في تونس لا نعتبر سياحتنا متطورة إلا إذا كانت تدر العملة الصعبة».
وحول المشاريع الكبرى التي ستحدث ببنزرت وهل ستغير وجه المدينة قال السيد عفيف كشك «ان مارينا كاب 3000 سيكون مشروعا متكاملا، فالبيع موجود منذ الآن وهو استثمار هائل سيغير الملامح العمرانية للمدينة وسيستقطب عددا هاما من السواح من مختلف أنحاء العالم من فئة معينة (الأثرياء)».
وبخصوص مشروع منتجع الرأس الأبيض فمن المؤكد أن هذا المشروع يمتلك كل خطوط النجاح حسب المثال الذي شاهدناه لهذا أعتقد أن المشاريع الكبرى ستعطي وجها آخر للجهة.
السيد محمد الهادي البكوش (مستثمر في القطاع السياحي): برشلونة ليست أفضل من بنزرت
في ذات السياق يقول السيد محمد الهادي البكوش إن بنزرت من أول الولايات التي عرفت الاستثمار في القطاع السياحي وقد تقدمت بنزرت اقتصاديا بصفة متطورة آنذاك وذلك بحكم موقعها الاستراتيجي الهام، وما ينقصنا اليوم هو تسويق المنتوج السياحي في الفضاءات العالمية التي تعنى بالسياحة فتجد كل المدن السياحية ما عدا بنزرت!!!، كذلك من عوامل تراجع القطاع في بنزرت عدم الاهتمام بالسياحة البيئية الترفيهية بعدة مناطق على غرار رأس أنجلة، الغيران، كاب حمام»...
وحول إذا أعاق بعض الأشخاص «البنازرتية» في أن تتحول بنزرت الى وجهة سياحية قال:
«مستحيل! بالنسبة «لأولاد البلاد» كما نقول يبقى هاجسهم الأول والأخير تغيير ما آلت إليه المدينة في الآونة الأخيرة من تراجع في القطاع السياحي، إن بنزرت تمتلك كل مقومات النجاح في القطاع السياحي وأذكر صديقا لي وهو رجل أعمال اسباني قال لي بالحرف الواحد بنزرت جميلة وجذابة تذكرني بميناء برشلونة سنة 1960».
وحول المشاريع المرتقبة إنجازها ببنزرت قال: «مستقبل واعد ينتظر بنزرت فمشروع مارينا أصبح وشيكا كذلك منتجع الرأس الأبيض لتعود بنزرت الى سالف إشعاعها وتميزها».
رئيس بلدية بنزرت : المشاريع السياحية الكبرى ستدخل في شرايين البنية الأساسية بالمدينة
مكتب الشروق بنزرت :
تستعد جهة بنزرت لاحتضان ثلاثة مشاريع سياحية كبرى تعلق عليها آمال كبيرة في تغيير الوجه السياحي لمدينة بنزرت والمساهمة بشكل فعال في ابراز الخصوصيات الحضارية والتراثية التي تزخر بها عديد المناطق.
«الشروق» تحدثت الى السيد زهير ربيع رئيس بلدية بنزرت حول ملامح وبرمجة التدخلات والخطط البلدية لاستيعاب مختلف هذه المتغيرات ولاسيما المتلعق منها بالبنية الأساسية فكان هذا الحوار:
أشرتم في بعض الدورات البلدية ان بنزرت تعيش على وقع احتضان مشاريع سياحية هامة. فكيف استعدت المصالح البلدية لمختلف هذه المستجدات في القطاع السياحي؟
في الحقيقة كل الجهودات البلدية تتجه نحو ادماج مختلف هذه افضاءات السياحية الجديدة في نسيج او شرايين البنية الأساسية بالمدينة من طرقات وجسور وغيرها وذلك بصفة منظمة ومعقولة وخصوصا في قلب منطقة بنزرت المدينة والتفكير منصب حاليا على ضبط مشروع لتسهيل حركة المرور والجولان بجسر سيدي سالم وايجاد حلول لاشكاليات التنقل عبر هذا الممر.
وتبقى الأولوية البلدية في هذا الاطار وبالتنسيق مع مختلف الأطراف ذات العلاقة في العناية بالمدينة القديمة ومحيطها ولاسيما الميناء القديم حيث تتجه النية الى البحث عن حلول عملية لاشكاليتي التصرف والاستغلال عبر احداث وكالة بلدية مع التصدي لبعض التجاوزات الاخرى... اما عن باقي البرامج البلدية المستقبلية فهناك مقترحات لرصد اعتمادات قيمة في نطاق المخطط 12 لمزيد العناية بأركان واجهات وأروقة ومعالم المدينة القديمة علاوة عن المتابعة المتواصلة لمختلف مشاريع الطرقات والتنوير القائمة مع النظر ومختلف الهياكل الجهوية في مستحقات المراحل القادمة في مجال البنية التحتية بصفة عامة.
من الاضافات المرتقبة لمثل هذه المشاريع السياحية الكبرى تغيير الوجه السياحي للمدينة ولاسيما في السياحة الايكولوجية منها.فما هو رأيكم في الموضوع وماذا عن ملامح البرمجة البلدية في الغرض؟
نعم، سيكون لهذه المشاريع مساهمة ملحوظة في التنمية السياحية بالجهة ككل وفتح آفاق هامة في هذا المستوى من السياحة المستغلة لعناصر بيئية بالأساس ولاسيما بالمناطق غير البلدية. نأمل في ايجاد منظومة جهوية متكاملة من شأنها ان تساهم في ابراز الخصوصيات الطبيعية للجهة... فالعناية بالشواطئ متواصلة ومن المنتظر تعزيز هذا العنصر..
ختاما يشتكي البعض من ان البلدية وطيلةالعقود الماضية حولت بعض المواقع الشاطئية الى وحدات سكنية على غرارالمقسم الخاص بموظفي البلدية؟ فما هو رأيكم في هذه الظاهرة التي قد ترى استعمالات لرصيد عقاري كان الاحرى توظيفه في المجال السياحي؟
لا أستطيع في واقع الامرالحكم بوجاهة او عدم وجاهة مثل هذا التصرف البلدي خاصة وان كل مقاربة تعود الى وضعيات وظروف معينة. وان تحويل احدى المناطق البيضاء بسيدي سالم الى مقسم منذ قرابة 25 عاما له مبرراته التي قد تكون اجتماعية ولكن ضيق المساحات اليوم وأولويات الساعة الملحة على غرار التنمية والتشغيل تجعل من الصالح استغلال مثل هذا الرصيد العقاري في المجال السياحي.
يمان عبد الستار
بنزرت في ذيل ترتيب المدن السياحية : توجه قريب نحو سياحة المؤتمرات والسياحة البيئية
تقبع جهة بنزرت رغم ما حباها الله به من جمال يراوح بين روعة البحر وسحر الطبيعة في اخر الترتيب للائحة تصنيف المدن السياحية الموجودة على الشريط الساحلي التونسي ويوجد بها 18 نزلا منها 10 فنادق مصنفة تتوفر على 2947 سريرا و8 مطاعم سياحية أفضلها (مطعم النادي البحري) غير مصنف اضافة الى 9 وكالات أسفار من صنفي أ وب.
وتؤكد الارقام ان عدد الليالي المقضاة بالفضاءات السياحية لم يكن في مستوى التطلعات وشهد تراجعا ملحوظا في الثلاث سنوات الاخيرة حيث كانت سنة 2008، الافضل ب214130 ليلة مقضاة بينما تراجع هذا الرقم في سنة 2010 الى 158974 فقط ويعود السبب في ذلك الى انعدام الدعاية على مستوى وكالات الاسفار بالخارج وضعف التعريف بالمنتوج بالسياحي لهذه الجهة وذكر من تحدثنا اليهم ان عدة عوائق واشكاليات حالت دون تحقيق انجازات سياحية كبيرة ترتقي بالمنطقة الى وجهة سياحية تنافس الجهات الاخرى منها ان الاراضي المتاخمة للبحر كانت في معظمها أراض غابية او فلاحية وكان تحويلها الى مناطق سياحية يتطلب الدخول في نزاعات قانونية مع اصحابها ثم ان الارادة السياسية ارتأت في وقت سابق ان تبقي على عذارة هذه المناطق لاستغلالها في مشاريع ومخططات سياحية ضخمة ومتطورة على غرار مشروعي مارينا كاب 3000 ومنتجع الرأس الابيض اللذان سيعطيان انطلاقة جديدة لواقع السياحة في الجهة.
وستكون سياحة المؤتمرات والسياحة البيولوجية من اهم المحاور التي سترتكز عليها سياحة المستقبل بهذه الجهة حيث سيشهد الخط السياحي بسيدي سالم انجاز نزل جديد سيدخل حيز الاستغلال في شهر مارس وبه قاعة مؤتمرات طاقة استيعابها 700 كرسي وتتوفر على عديد الامتيازات الحديثة. وستكون قبلة لاحتضان المؤتمرات الوطنية والعالمية وفي مجال السياحة البيولوجية هناك توجه لتوخي الانماط الجديدة للايواء (الاقامات الريفية) بكامل مكوناتها وتكون طاقة ايوائها محدودة. ولا تتجاوز عدد الاسرة بالخيمة الريفية الواحدة 30 سريرا وتستقطب نوعية ممتازة من السواح المولعين بالطبيعة. وسيقع تسويق هذا المنتوج عبر شبكة الواب وفق ما أفاد به مسؤولون في السياحة لتدعيم هذا النوع من الاقامات بجهات العالية ورأس الجبل كمرحلة أولى قبل تعميمها على بقية الجهات الاخرى إضافة الى تدعيم المنتوج السياحي بتهيئة منازل ذات طابع خاص بهذه المناطق، ليكون متنوعا وشاملا. وسيكون لسياحة القوارب الشراعية نصيب وافر حيث وقع تخصيص مرابط للبيع أو الكراء لاصحاب اليخوت ممن يرغبون في الاستقرار ببنزرت إضافة الى إقامات خاصة بهم ومحلات تجارية ومطاعم فاخرة مترامية على حواشي المرابط التي سيبلغ عددها 700 مربط مع أواخر 2011 ضمن مشروع كاب 3000.
ونتوقع أن تدر عائدات مالية هامة وتنعكس بالايجاب على السياحة بالجهة. ومن الاهداف المطروحة ضمن المخطط السياحي الجديد القضاء على هيمنة وكالات الاسفار العالمية وبعث وكالات أسفار جديدة تعنى بخدمة السياحة بالبلاد دون سواها. وفتح الاجواء التونسية عبر نظام LOW COAST في انتظار انتصاب رجال أعمال تونسيين في الخارج لتدعيم حظوظ العمل في هذا المجال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.