بعد أن غابت الابتسامة عن قنواتنا التلفزية في رمضان الفارط، عادت في النصف الاول من شهر رمضان الحالي مع سيت كوم «نسيبتي العزيزة» على قناة نسمة. وقد أجمع كل من التقيناهم من الميدان الدرامي على نجاح «نسيبتي العزيزة» وتميز أداء الممثلين بها. كما أنك أحيانا تسمع عديد الشبان في الشارع التونسي يحاولون تقليد صوت «الفاهم» (خالد بوزيد) المميز والطريف في هذا العمل الدرامي. «خالد بوزيد» كان نجم الشاشة الصغيرة في النصف الاول من رمضان بلا منازع، وقد نجح الى حد كبير في استعمال صوت مركّب، يصطلح عليه علميا بالصوت الأقرع النحاسي، وجعل المشاهد يتساءل هل هو صوته الحقيقي أم لا. هذا النجاح ليس بغريب على «خالد بوزيد» المتوج في عديد التظاهرات المسرحية بجائزة أحسن ممثل، لكن للأسف لم تتح له فرصة البروز الا في «نسيبتي العزيزة» النجاح الكبير لشخصية «الفاهم» التي تقمصها خالد بوزيد، لا يخفي نجاح شخصية «المنجي» والتي جسّدها كأحسن ما يكون الممثل «فرحات هنانة». أداء رائع لكل من خالد بوزيد وفرحات هنانة، لا ينفي بدوره تميز شخصية «ببّوشة» واعجاب المشاهد بها، فيونس الفارحي أتقن أداء هذه الشخصية وجعل حوارها مع شخصية «الفاهم» أمتع وأبرز ما شد المشاهد في «نسيبتي العزيزة». كانت هذه الشخصيات المركّبة والطريفة، الى جانب «سوسن معالج» في دور «فتوح»، من أبرز العناصر التي صنعت الفرجة والابتسامة في النصف الاول من شهر رمضان الكريم. والملاحظ كذلك في هذا العمل (نسيبتي العزيزة) ان «سفيان الشعري» خرج من جلباب السبوعي في أغلب مواقفه وحواراته والممثلة منى نورالدين لم تكن تستحق تلك الحملة التي شنّت عليها في وسائل الاعلام وعلى الفايس بوك بشأن اللهجة الصفاقسية. كما أن مشاركة الممثلة الجزائرية الشهيرة «بيّونة» والممثلة الجزائرية «رزيقة فرحان» لم تكن مسقطة، وأقنعت المشاهد شكلا ومضمونا. وما دمنا قد عرّجنا سلفا على اللهجة، فإن تعدد اللهجات في سيت كوم «نسيبتي العزيزة» كان من أبرز عوامل نجاحه، ولعله من أبرز مظاهر الطرافة في هذا العمل. فما المانع في أن نسمع اللهجة الصفاقسية التي أعجبت المشاهد المغاربي وخاصة في الجزائر وفي جهات أخرى غير جهة صفاقس بالجمهورية التونسية، وما المانع ان نسمع ايضا اللهجة القصرينية او لهجة من لهجات الشمال الغربي أو لهجة العاصمة والاحياء الشعبية، أليس هذا التعدد في اللهجات كان مفتاح النجاح في «نسيبتي العزيزة»؟!
