وفاة أول مريض يخضع لزراعة كلية خنزير معدلة وراثيا    رئيس أركان جيش الاحتلال يعلن تحمله المسؤولية عن هزيمة الكيان الصهيوني في 7 اكتوبر    يوميات المقاومة.. كبّدت قوات الاحتلال خسائر جديدة .. المقاومة تعيد تنظيم قواتها شمال غزّة    عاجل/حادثة "حجب العلم"..الاحتفاظ بهذا المسؤول..    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أمام دعوات لمقاطعتها ...هل «يضحّي» التونسي بأضحية العيد؟    سوسة حجز 3000 صفيحة من القنب الهندي وحوالي 15 ألف قرص من مخدّر إكستازي    لأول مرة منذ 37 عاما.. الرجال أكثر سعادة بوظائفهم من النساء    القيروان: غرق ثلاثة شبان في صنطاج ماء بالعين البيضاء    كرة اليد: الترجي يتفوق على المكارم في المهدية    بلاغ هام لرئاسة الحكومة بخصوص ساعات العمل في الوظيفة العمومية..    وزير الخارجية يُشيد بتوفر فرص حقيقية لإرساء شراكات جديدة مع العراق    العثور على شابين مقتولين بتوزر    باجة: اطلاق مشروع "طريق الرّمان" بتستور لتثمين هذا المنتوج و ترويجه على مدار السنة [صور + فيديو]    الجامعة العامة للإعلام تدين تواصل الايقافات ضد الإعلاميين وضرب حرية الإعلام والتعبير    حفوز: العثور على جثث 3 أطفال داخل خزّان مياه    افتتاح نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك وسط العاصمة لعرض منتوجات فلاحية بأسعار الجملة وسط إقبال كبير من المواطنين    البطولة العربية لالعاب القوى (اقل من 20 سنة): تونس تنهي مشاركتها ب7 ميداليات منها 3 ذهبيات    رسمي.. فوزي البنزرتي مدربا للنادي الإفريقي    وزارة التجارة: تواصل المنحى التنازلي لأسعار الخضر والغلال    سليانة: عطب في مضخة بالبئر العميقة "القرية 2 " بكسرى يتسبب في تسجيل إضطراب في توزيع الماء الصالح للشرب    التهم الموجّهة لبرهان بسيّس ومراد الزغيدي    جربة.. 4 وفيات بسبب شرب "القوارص"    وفاة 3 أشخاص وإصابة 2 اخرين في حادث مرور خطير بالقصرين    المحكمة الابتدائية بسوسة 1 تصدر بطاقات إيداع بالسجن في حق اكثر من 60 مهاجر غير شرعي من جنسيات افريقيا جنوب الصحراء    رجة أرضية بقوة 3.1 درجة على سلم ريشتر بمنطقة جنوب شرق سيدي علي بن عون    مدنين: نشيد الارض احميني ولا تؤذيني تظاهرة بيئية تحسيسية جمعت بين متعة الفرجة وبلاغة الرسالة    سيدي بوزيد: تظاهرات متنوعة في إطار الدورة 32 من الأيام الوطنية للمطالعة والمعلومات    مؤشر جديد على تحسن العلاقات.. رئيس الوزراء اليوناني يتوجه إلى أنقرة في زيارة ودّية    شركة "ستاغ" تشرع في تركيز العدّادات الذكية "سمارت قريد" في غضون شهر جوان القادم    زهير الذوادي يقرر الاعتزال    ر م ع الصوناد: بعض محطات تحلية مياه دخلت حيز الاستغلال    في الصّميم ... جمهور الإفريقي من عالم آخر والعلمي رفض دخول التاريخ    النساء أكثر عرضة له.. اخصائي نفساني يحذر من التفكير المفرط    سيدي بوزيد.. اختتام الدورة الثالثة لمهرجان الابداعات التلمذية والتراث بالوسط المدرسي    المالوف التونسي في قلب باريس    الناصر الشكيلي (أو«غيرو» إتحاد قليبية) كوّنتُ أجيالا من اللاّعبين والفريق ضحية سوء التسيير    صفاقس تتحول من 15 الى 19 ماي الى مدار دولي اقتصادي وغذائي بمناسبة الدورة 14 لصالون الفلاحة والصناعات الغذائية    سبيطلة.. الاطاحة بِمُرَوّجَيْ مخدرات    نتائج استطلاع رأي أمريكي صادمة للاحتلال    حضور جماهيري غفير لعروض الفروسية و الرّماية و المشاركين يطالبون بحلحلة عديد الاشكاليات [فيديو]    اليوم: إرتفاع في درجات الحرارة    انشيلوتي.. مبابي خارج حساباتي ولن أرد على رئيس فرنسا    عاجل : برهان بسيس ومراد الزغيدي بصدد البحث حاليا    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    الدورة 33 لشهر التراث: تنظيم ندوة علمية بعنوان "تجارب إدارة التراث الثقافي وتثمينه في البلدان العربيّة"    قيادات فلسطينية وشخصيات تونسية في اجتماع عام تضامني مع الشعب الفلسطيني عشية المنتدى الاجتماعي مغرب-مشرق حول مستقبل فلسطين    مع الشروق .. زيت يضيء وجه تونس    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    حل المكتب الجامعي للسباحة واقالة المدير العام للوكالة الوطنية لمقاومة المنشطات والمندوب الجهوي للشباب والرياضة ببن عروس    مدير مركز اليقظة الدوائية: سحب لقاح استرازينيكا كان لدواعي تجارية وليس لأسباب صحّية    نحو 6000 عملية في جراحة السمنة يتم اجراؤها سنويا في تونس..    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    عاجل : إيلون ماسك يعلق عن العاصفة الكبرى التي تهدد الإنترنت    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    بعيداً عن شربها.. استخدامات مدهشة وذكية للقهوة!    تونس تشدّد على حقّ فلسطين في العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتّحدة    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قفة المواطن : أسعار تمارس القفز العالي ، واللهفة في قفص الإتهام
نشر في الشروق يوم 12 - 07 - 2010

هناك إجماع هذه الأيام حول ارتفاع كلفة «قفة» المواطن من المواد الأساسية (خضر وغلال ولحوم) يقابله اختلاف حول أسباب ارتفاع الأسعار.
البعض يرى أن الموسم السياحي وتصدير بعض المنتوجات الفلاحية الى أسواق الجوار ساهم في الإرتفاع نتيجة ارتفاع الطلب في حين أعاد آخرون ذلك الى نقص الإنتاج نتيجة نقص الأمطار رغم أن هذا العامل يبدو مشكوكا فيه في ظل تسجيل وفرة في إنتاج عديد المواد الفلاحية عجز الفلاحون في ترويجها حتى بأسعار بخسة.
ويرى شق ثالث أن المواطن كمستهلك هو المسؤول الأول عن ارتفاع الأسعار نتيجة لهفته وقبوله شراء مواد باهضة الثمن.
«الشروق» حققت في الموضوع وتحدثت الى عديد المواطنين في مختلف جهات الجمهورية قبل أقل من شهر من رمضان شهر الإستهلاك وارتفاع الأسعار بامتياز.
القيروان : بين نار الأسعار ونقص المواد... والمراقبة على الخط
القيروان الشروق
جولة بين ما يعرض في أسواق الخضر والغلال التي تحتاج الى التنظيم البلدي، مكنتنا من ثلاث استنتاجات. الأول هو غياب الجودة عن بعض المنتجات والثاني هو نقص بعض المواد التي يبدو أنها مفقودة وثالثا ارتفاع أسعار اللحوم والأسماك والفواكه مقارنة بأسعار الخضر ولعل هذا الأمر جعل المستهلك أمام خيار وحيد وهو الرضوخ لقانون السوق الذي يحكمه التجار بعيدا عن اقتصاد السوق وفق مبدإ العرض والطلب رغم وفرة إنتاج بعض المواد.
أسعار من نار
السيد خليفة (موظف) حريص على اقتناء حاجيات أسرته بنفسه. يوم الأحد موعده الأسبوعي مع «قفة المصروف». ولئن اعتبر أسعار الخضر مقبولة مع توفرها بكميات وجودة مقبولة فإنه تساءل عن سبب فقدان بعض أنواع الفواكه وارتفاع أسعارها (التين والليمون والتمور). ويؤكد خليفة أن قفة المستهلك مكلفة وتحتاج الى مراجعة من قبل الهياكل المعنية مشيرا الى ارتفاع أسعار اللحوم والأسماك في موسم الإنتاج.
وأوضح تزايد النفقات التي تتجاوز المأكل والملبس الى متطلبات أخرى يعجز عنها مرتب الموظف الذي لم يعد يصمد أمام ضربات الأسعار وهو نفس ما يشغل بال خميس (موظف) الذي أكد أن «النقود» لم تعد لها قيمة أمام التيار الجارف للاستهلاك مبينا أن المرتب لم يعد كافيا لمجابهة متطلبات الأسرة ودراسة الأبناء وبالتالي فإنه قفة المستهلك بالنسبة إليه أضحت «عرجاء».
قفة مكلفة لكنها منقوصة
أما السيد البشير فيعتبر أن قفة المواطن أصبحت مكلفة وأن اقتناء حاجيات أسرته طيلة أسبوع من المواد الأساسية يحتاج الى مائة دينار على الأقل ليضمن قفة متنوعة المواد من الخضر واللحوم ناهيك عن بقية المواد الغذائية التي يخصص لها ميزانية أخرى مؤكدا أن جل المدخول تستأثر به المواد الإستهلاكية .
من جهته أكد رضوان (موظف) أن قفة المستهلك منقوصة ولم يعد الموظف قادرا على اقتناء جميع حاجياته من المواد أمام ارتفاع بعضها. واستغرب رضوان من ارتفاع أسعار اللحوم التي ذكر أنها «من نار» رغم أننا في موسم ذروة الإنتاج مؤكدا أن أسعار الأسماك أصبحت بدورها مشطة ولم يعد السمك الأزرق بضاعة العائلات محدودة الدخل مثل ما هو معروف.
من جهة ثانية أكد رضوان أن أسعار الألبان ومشتقات الحليب مرتفعة وتحتاج الى مراجعة أمام وجود طفرة في الإنتاج وإتلاف كميات منه حسب ما يتداول. وبين ان الأطفال لا يحصلون على حاجياتهم من مشتقات الحليب بالشكل المطلوب بسبب ارتفاع أسعارها (الياغورت والأجبان).
المراقبة على الخط
بالرغم من أن ولاية القيروان تنتج معظم أنواع الخضر والغلال، وان بعض المواد تشهد طفرة في الإنتاج وشساعة في المساحات (البصل والطماطم...) فإن الفارق بين السعر الذي يبيع به الفلاح وسعر التفصيل في الأسواق لا يزال يثير أكثر من سؤال ويبين السيد عبد المجيد الملاسي رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بالقيروان، في هذا الصدد أن الفلاح يبيع منتجاته بنصف الأسعار المتداولة بالتفصيل بينما يحصل التاجر على أرباح مضاعفة داعيا الى تشديد المراقبة على أسواق الجملة للخضر والغلال أين يمكن أن تحدث عدة تجاوزات الى جانب توسيع عمل المراقبة لدى تجار التفصيل والتحقق من فواتيرهم. كما دعا السيد الملاسي الى تكريس مبدأ العرض والطلب داخل السوق والسهر على تنفيذه بهدف تحقيق التوازن بين وفرة الإنتاج والأسعار.
من جهته أكد السيد محمد الخليفي المدير الجهوي للتجارة بالقيروان سهر إدارته على تزويد الأسواق بالمواد الاستهلاكية والعمل على إقامة التوازن بين العرض والطلب. وأكد وجود حملات مراقبة بشكل يومي لمتابعة عمل الأسواق مؤكدا تسجيل عشرات المخالفات يوميا ضد عدد من التجار.
وعن مبدإ ارتباط أسعار أسواق القيروان بمبدإ العرض والطلب أكد السيد الخليفي ان إدارته تحرص على أن تكون أسعار الخضر والغلال بسوق الجملة بالجهة متوافقة ومتقاربة مع أسعار نفس المواد بسوق الجملة ببئر القصة مؤكدا أن هذه السوق تمثل مرجعية وطنية.
هذا وينتظر أن تشهد الأسواق طلبا كثيفا على بعض المواد الإستهلاكية مع قدوم شهر رمضان وهو ما يتطلب تدخل الجهات المعنية لتوفير احتياجات السوق والتحكم في أسعار المواد التي تشهد طلبا كبيرا وأهمها اللحوم والأسماك والحليب ومشتقاته والبيض والتمور والخضر والفواكه.
ناجح الزغدودي
سيدي بوزيد : المواطن هو المسؤول الأول
سيدي بوزيد الشروق
تلتقي مختلف آراء الشارع التونسي حول نقطة هامة ألا وهي غلاء قفة المواطن التونسي الى حد أضحى معه الالتزام بجزء من الحاجيات مطلبا عسير المنال ولئن كان تعدد المناسبات هذه الأيام على غرار الأعراس واحتفالات النجاح والمصيف إضافة الى قرب شهر رمضان المعظم وما يرافقه من استعدادات خاصة دورا هاما في تنوع الالتزامات وكثرتها فكذلك رغبة العديدين في التحرر من النظام الذي ألفوه طيلة العام الدراسي تدفع بالالتزامات الى أكثر من المعدل المسموح به.
الشروق حاورت عددا من المواطنين بولاية سيدي بوزيد لمزيد تسليط الأضواء حول الموضوع فكان الإجماع حول المسؤولية الكبيرة للمواطن عن ارتفاع أسعار القفة التي لم تعد مثلما ألفناها بل أصبحت مفردا في صيغة الجمع ولم يبق رابطها بما ألفناه سابقا سوى الإسم.
عبد الملك غ (موظف) يرى تعدد المناسبات ورغبة العديدين في الظهور بمظهر القادر اثر على الأسعار خاصة مع الإعتماد على الكريدي والشيكات والكمبيالات وغيرها من وسائل الدفع المؤجلة أدت جميعها الى تهافت أكثر على الاستهلاك والإقتناء دون أي حساب للضغط الذي سيحصل عند بداية الاستخلاص.
ويؤكد أنه لو يلتزم كل شخص بحدود دخله دون الدخول في متاهات السلف سيكون الوضع أفضل مشيرا الى أن أباءنا وجدودنا كانوا قادرين على العيش بأقل من نصف دخلنا الآن.
عبد الرزاق ف (موظف) يعتقد أن تحرر المواطن من الضغط النفسي الذي كان مسلطا عليه طيلة الفترة الدراسية وإحساسه بحرية أفضل مع دخول العطلة وانتهاء مصاريف الدراسة يجعله يتجه الى التعويض وإشباع العديد من الرغبات والحاجيات التي كان محروما منها لذلك فهو يتجه الى الاستمتاع بالبحر فيصرف عليه فوق طاقته وكذلك يكثف من الرحلات الترفيهية بل ويتجه الى العديد من المقتنيات التي كان ربما في غير حاجة إليها.
وهو هنا لا يلومه أو يقف موقف الضد منه بل يدعوه الى ترشيد مصاريفه وعمل حساب المناسبات الكبرى التي لا غنى عن الإنفاق فيها كشهر رمضان المعظم والأعياد والعودة المدرسية.
محمد علي (موظف) يرى أن ارتفاع الأسعار والتغير الذي حصل في مستوى عيش المواطن التونسي ودخول العديد من العادات الغذائية الى مجتمعاتنا من أبرز أسباب غلاء قفة المواطن التونسي الذي لم يعد مخيرا في نوعية أو قدر استهلاكه بالرغم من الحملات التحسيسية التي تقوم بها مصالح الدفاع عن المستهلك وبالمناسبة فهو يدعو الى أن لا تكون هذه الحملات موسمية تقتصر فقط بفترة من الفترات.
لمين غ (عامل يومي) يؤكد أنه قد أصبح عاجزا أمام كثرة الالتزامات بالرغم من محاولاته المستميتة لتنظيم استهلاكه والاقتصار على اللازم حيث يشير الى أنه لا يذهب الى البحر ولا يقوم بأية رحلات ولكن رغم ذلك يبقى الصيف مناسبة يضطر فيها الى السلف وذلك بسبب كثرة الأعراس والمناسبات واضطراره الى التنقل صحبة العائلة للقيام بالواجب بل لعل أكثر ما يرهقه في هذا الفصل عدم إحساسه بالإستقرار المادي وتفكيره الدائم في حلول للمصاريف الطارئة.
الشافعي السليمي (صحفي ومسؤول من منظمة الدفاع عن المستهلك) يؤكد أن المواطن التونسي أصبح يتيح الفرصة للباعة باستغلاله حيث لم تعد مصاريفه مقتصرة على الضروريات أو السلع ذات الأسعار المعقولة والتي تتلاءم مع مقدرته الشرائية وهو بذلك صاحب المسؤولية الكبرى في ارتفاع أسعار قفته ولذلك فهو يدعوه الى تغليب العقل والابتعاد عن الشهوات التي لا طائل منها.
محمد صالح غانمي
قابس : بين طلبات الزوجة والأبناء وارتفاع الأسعار والغلاء
الشروق مكتب قابس :
«اختلت المعادلة بين دخل الفرد ومصاريف الضروريات فضلا عن الكماليات» بهذه الكلمات تحدث السيد منصف متفقد التعليم الثانوي المتقاعد مضيفا بأن «ارتفاع الأسعار المشط أصبح ميزة من ميزات المواطن التونسي ويمس جميع الميادين الحياتية...».
وبالنسبة لغلاء الخضر والغلال الذي شهدته بلادنا هذه السنة فيمكن أن نرجعها إلى نقص الأمطار من ناحية وإلى ممارسات لا أخلاقية من بعض الأطراف من ناحية ثانية والمراقبة الاقتصادية قد لا تستطيع كشف كل المستور خاصة في فترة الصيف إذ نجد في مدينة قابس مثلا ثلاثة أنواع من التسعيرات في اليوم ففي الفترة الصباحية تكون الأسعار مستقرة نوعا ما خوفا من المراقبة ونظرا لقلة الطلب لتتضاعف الأسعار في منتصف النهار وقت خروج البعض لقضاء حوائجهم وفي المساء تعانق الأسعار عنان السماء ولا من رقيب...».
خميس المنصر فلاح في العقد الخامس من عمره تحدث عن ارتفاع الأسعار وتأثيره على قفته بأنه يلتزم قاعدة ومقولة مأثورة «ما غلى علي ثمنه تركته» فبالنسبة لي كفلاح فإن نقص الأمطار قد أثر ولا شك على الأسعار فارتفعت كثيرا لذلك ولمواجهة هذا الوضع أحاول أن أقلل من المصاريف وفي بعض الأحيان اضطر إلى عدم شراء اللحم أحمر كان أو أبيض إلى حين توفر الامكانيات واكتفي بالخضر فقط والبركة ما يباركه ا&».
أحمد مامي موظف متقاعد انطلق في حديثه من وضع التونسي الذي التفت حول عنقه الديون وكبلته من كل ناحية وتحالف عليه ارتفاع الأسعار ومراوحة المرتبات الشهرية مكانها فلم يعد بإمكان المواطن مجابهة ذلك وأصبح تفكيره منصبا في كيفية تجاوز أزماته المالية التي تتضاعف مع تتالي المناسبات والأعياد والعودة المدرسية والجامعية وهو ما أدى إلى بروز ظواهر اجتماعية وحسب رأيي فإن رب الأسرة لا يستطيع الضغط على المصاريف باعتباره مغلوبا على أمره فهو امام أمرين أحلاهما مر فإما أن يستجيب لمطالب الزوجة والأبناء أو يعيش حياة نكدة تنغصها المشاكل والخصومات».
نبيل العمامي
سوسة : لولا الادخار...
الشروق مكتب الساحل :
... «لقد تعودنا على الارتفاع المذهل للأسعار خلال فصل الصيف وأصبحنا مثل «النمل» ندخر... لكن «النمل» يدخر للشتاء ونحن ندخر للصيف...».
هكذا تحدث السيد علي بن نجيمة ل«الشروق» وأضاف ضاحكا : «الأمر أصبح عاديا هنا في سوسة... تخيل سعر الكيلوغرام الواحد من سمك «السردينة» يصل إلى 4 دنانير بينما هو في الحقيقة لا يتجاوز الدينار الواحد! أما الغلال فحدّث ولا حرج... كنا نشتري «الدلاع» ب100 مليم للكيلوغرام والآن سعره لا يقل عن 500 مليم وعندما استفسرناه عن الأسباب التي تقف وراء ذلك حسب رأيه، أفادنا بأن فصل الصيف في مدينة سوسة يشهد حضورا مكثفا للأشقاء الجزائريين والليبيين الذين يخيرون قضاء عطلتهم في جوهرة الساحل وبالتالي تكون اللهفة على اقتناء اللوازم الحياتية مثل الأكل والشرب، على أشدها، والتاجر عندما يجد رواجا هاما لبضاعته يصبح في موقع قوة ويضع الأسعار التي يريدها بالإضافة إلى ذلك يكون ارتفاع الأسعار ناجما أيضا لقلة توفر المواد الإستهلاكية.
وحول «ادخاره» لفصل الصيف يقول السيد علي بن نجيمة : «... لقد اقتنيت لهذا الغرض ثلاجة مبردة أخرى وإدخرت بها ما يصلح لفصل الصيف مثل اللحوم والأسماك وبعض الغلال والخضر... اقتنيتها قبل حلول الصيف عندما كانت الأسعار عادية وفي المتناول.
السيدة بشيرة رخامة ربة بيت تحدثت هي أيضا عن الارتفاع المذهل للأسعار خلال فصل الصيف وأكدت أن الأمر أصبح عاديا بعد أن تعودت على ذلك، لكن في الآن ذاته تؤكد أن ارتفاع الأسعار ناجم حسب ما تظنه نتيجة استحواذ نزل الجهة على كل «ما لذ وطاب» لفائدة نزلائهم، أكد لها ودائما حسب ما جاء على لسانها أحد معارفها، وهو يشتغل بالقطاع السياحي، أن كل النزل تحاول توفير كل أنواع اللحوم والأسماك والغلال والخضر وذلك عند كل انطلاقة جديدة للموسم السياحي الذي عادة ما تشهد خلاله النزل اكتظاظا شديدا.
هكذا هو الحال في مدينة سوسة عند كل إطلالة لفصل الصيف، حتى أن بعض أهالي المدينة أصبحوا يفضلون قضاء عطلتهم الصيفية داخل مناطق الجمهورية مفضلين حرارة الطقس على حرارة ارتفاع الأسعار.
أنيس الكناني
سليانة : أسواق الجوار ألهبت الأسعار
سليانة الشروق :
إذا كانت أسعار الخضر تتسم بشيء من الاعتدال فإن الحديث عن أسعار الغلال خلال هذه الصائفة يطرح أكثر من نقطة استفهام لأن كل أنواعها ارتفعت أسهمها بعد أن دخلت البورصة بسبب زحف الجيران والتهافت على اقتنائها مهما كان الثمن الشيء الذي جعل «الزوالي» يحدق إليها من بعيد ولسان حاله يغني «بعدك نار وقربك نار» بسبب التهاب الأسعار التي أقصته عن شرائها أو حتى التحديق فيها.
«الشروق» حاورت العديد من الباعة لاستجلاء حقيقة الأسعار الخيالية المنقوشة على ألواح أنواع الغلال والخضر. السيد عادل الميموني تاجر غلال يقول «بأن ارتفاع أسعار الغلال خلال هذه السنة يعود لعدة أسباب منها زحف الجيران (الجزائر وليبيا) لشراء شتى أنواع الغلال مثل الرمان، المشمش والخوخ... إلخ حيث يقومون بشرائها من الفلاح مباشرة بكميات كبيرة مما يجعل صاحب المنتوج يرفع في الأسعار وبالتالي يتحكم في السوق بما أنه لن يدخر أي جهد في ترويجها مادام المقبل على شرائها موجود. ويضيف محدثنا بأن سعر الكلغ الواحد للفراولة مثلا بلغ السنة الفارطة الدينار الواحد في حين تراوح سعره خلال هذه الصائفة بين 1400 و1600 مي وهذا بسبب احتكار السوق من أحد المستثمرين الذي قام منذ مدة «بتخضير» كل حقول الفراولة من أحد مناطق الشمال الغربي فأصبح بالتالي المزود الوحيد للتجار مما يجعله يتحكم في الأسعار.
السيد الطاهر النصري بائع دلاع يقول بأن سعره في المواسم الفارطة يتأرجح بين 300 و350 مي للكلغ في حين بلغ هذه الصائفة ال500 مي وهذا بسبب دخول التجار الجزائريين على الخط وتحويله بشاحنات كبيرة مما يجعل سعره يرتفع حتما.
السيد حسين العرقوبي تاجر خضر وغلال يضيف عما سبق ويحدثنا عن الطماطم الذي أصبح سعرها يزاحم سعر بعض الغلال في بعض الفترات من جراء التهافت عليها من العديد من التجار من ليبيا الشقيقة الشيء الذي قلص من كمية الانتاج المحلي وبالطبع إذا كثر الطلب وقل الانتاج ترتفع الأسعار دون نسيان صفة الجشع الذي أصبح يتسم بها صاحب المنتوج مما يؤثر سلبا على الشاري الذي أصبح لا حول ولا قوة له حيث هناك العديد منهم «الزوالي» الذي لم يتسن له تذوق بعض أنواع الغلال من فرط غلائها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.