اختتمت مساء السبت الماضي بالمسرح البلدي بسوسة فعاليات الدورة 20 من مهرجان ربيع سوسة بعرض موسيقي رفيع أمّنته المطربة درصاف الحمداني والتي تحضر لأول مرة في سوسة في حفل خاص اختارت فيه ان تبدأ الحفل بأغنية «عليك صلاة الله وسلامو» قالت إنها هدية لكل المعتمرين والحجاج كما اختارت بأن «لا تجازف» بانتاجها الخاص في أول لقاء لها بجمهور سوسة محاولة أن تكسبه على حد تعبيرها ببعض الأغاني الخالدة لإسمهان وليلى مراد وأم كلثوم وصليحة والهادي الجويني.. ولكن قد لا يعتبر ذلك مجازفة بحكم التفاعل الكبير الذي وجدته درصاف من الحضور والمكانة المحترمة جدا التي تحظى بها حيث طرب الى حد الانتشاء.. وإن كان حضور درصاف في سوسة لأول مرة فإن دخولها كان من الباب الكبير لأنها آثرت التحدي وكسبت الرهان. فسيفساء موسيقية جهوية راهنت إدارة مهرجان ربيع سوسة في هذه الدورة على بعض المبدعين الموسيقيين بالجهة من خلال عروض موسيقية افتتحها فاخر حكيمة الذي تميّز عزفا وتصوّرا صحبة فرقته «saxo fun» المتألفة من عازفي آلات النفخ تناغم مع ابداعها الصوت الطربي وابن الجهة الفنان «حيدر أمير» فيما اختار الموسيقي لسعد المؤخّر الاعتماد على موضوع يجمع بعض الأغاني الخالدة ففي السنة الفارطة كان «الورد» بينما في هذه الدورة عنون العرض ب «غني يا ليلي» الأهم في هذا العرض هو فرصة لعرض مواهب الجهة في العزف والغناء. أما المطرب الأصيل رؤوف عبد المجيد اختار ان يعطي نفسا آخر لعرضه «وهابيات» والذي كرّم فيه المطرب محمد عبد الوهاب مثبتا رفعة ذوقة وعمق موهبته كما كان للجمهور موعد مع الجاز من خلال عرض لفرقة «sousse jazz band» وإن كانت حديثة التكوين فإنها تشق طريقها بثبات بفضل خبرة عناصرها وعلى رأسهم الفنان الأستاذ كمال سالم لكنها تبقى في حاجة الى التطعيم بصوت في حجم وقيمة هذه الفرقة. وإن تميّزت كل هذه العروض وأثبتت جدارتها بالتواجد في مختلف التظاهرات فإن غياب فرقة متميّزة جدا مثل أرابسك للطاهر القيزاني وغياب مبدعين آخرين كخالد سلامة صاحب «زرياب» الذي رأى النور في احتفالات القيروان فضلا عن غياب أعمال أخرى «ولدت وماتت» كخرافة على سوسة. «الغالية» و«عشق»... أصبحت تثير اكثر من استفسار فكان من الممكن ادراجها في مثل هذه التظاهرات لأنها تكاد تكون المتنفس الوحيد لهؤلاء المبدعين في ظل الحرص علي تكريس خصوصية ثقافية لكل جهة. مبادرات طيبة من المبادرات التي تحسب لهيئة هذا المهرجان انفتاحه على فضاءات وهياكل أخرى من خلال تنشيط الأحياء الشعبية وادراجه لأمسية شعرية وتعاونه مع هيئة المهرجان الدولي لفيلم الطفولة والشباب بسوسة بإحياء ملتقى أحباء السينما بطرح موضوع «السينما بين التنشيط والتوزيع» وعرض جملة من الأفلام كفقرات قارة في المهرجان.