حلت أمس الذكرى السنوية ال56 لنكبة فلسطين في ظل حملة ابادة صهيونية شاملة أدت في غضون الأيام القليلة الماضية إلى سقوط عشرات الشهداء في قطاع غزة الذي تعرض لنكبة جديدة بما أن العدوان أعاد الفلسطينيين إلى وضع لا يختلف كثيرا عن الوضع الذي ساد بعد عام 1948 وفي سياق الحملة العدوانية الصهيونية الشرسة على قطاع غزة تعرض أمس قياديان من حركة الجهاد الاسلامي إلى محاولتي اغتيال في حين باتت عشرات الأسر الفلسطينية بلا مأوى بعد هدم منازلها. وعاش الفلسطينيون في قطاع غزة أجواء النكبة كما لو انها حصلت منذ عهد قريب في ظل التصعيد العسكري الاسرائيلي الكبير. **ابادة وتهجير: النكبة مجددا وبينما كان الفلسطينيون يستعدون لاحياء ذكرى النكبة بالمظاهرات والمهرجانات الخطابية في مدن ومخيمات الضفة والقطاع، أغارت المروحيات الصهيونية على بناية سكنية مؤلفة من 3 طوابق في حي الرمال بغزة حيث يوجد مكتب كان يضم مركزا للدراسات والبحوث يديره محمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي الذي لم يكن موجودا فيه خلال الغارة. ودمر المبنى الذي يضم أيضا مقر نقابة التمريض، بالكامل تقريبا في حين سقط 5 جرحى على الأقل. وبعد نصف ساعة تقريبا من الغارة الأولى، اطلقت مروحية اسرائيلية صاروخين على الأقل على منطقة يقع فيها منزل الهندي في حي النصر بغزة. لكن الهندي لم يكن مرة أخرى في المكان المستهدف. وفي هذه الغارة الثانية أصيب 7 أشخاص بينهم أحد المسعفين وسيدة. واستهدفت الغارة الاسرائيلية الثانية تحديدا مقر جمعية الأنصار الخيرية التي تقدم الدعم المالي لأهالي الشهداء. وإلى جانب محمد الهندي حاولت أمس قوات الاحتلال تصفية محمد الشيخ خليل القيادي في «سرايا القدس» الجناح العسكري للحركة لكنها فشلت. واطلقت مروحية صهيونية صاروخا على الأقل على منزل خليل في مدينة رفح لكن القيادي الميداني تمكن من الانسحاب قبل الغارة بلحظات. ولوّحت أمس حركة الجهاد الاسلامي برد قوي على محاولة اغتيال محمد الهندي ومحمد الشيخ خليل، وتعهدت بالاستمرار في الكفاح المسلح. وقال خضر جيب القيادي في الجهاد الاسلامي: سنرد على محاولة الصهاينة الجبانة اغتيال قائدنا الدكتور محمد الهندي وسيكون ردا مزلزلا. وفي الواقع جاءت الغارات الاسرائيلية الأخيرة بما في ذلك محاولتا اغتيال الهندي وخليل كمحاولة من جانب جيش الاحتلال لرفع معنويات جنوده بعد مصرع 13 عسكريا اسرائيليا في غضون الأيام الماضية في قطاع غزة. وفي سياق التصعيد العدواني الاسرائيلي الشامل المتزامن مع ذكرى نكبة 1948 دمرت قوات الاحتلال منذ الخميس الماضي حوالي 100 منزل في مخيم رفح وهو ما أدى إلى تشريد أكثر من ألف مواطن فلسطيني وفق تأكيدات السلطة الفلسطينية والوكالة الاممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). ويعتزم الصهاينة تدمير مئات المنازل الفلسطينية في منطقة رفح بهدف توسعة الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر. وعثر أمس على جثمان شهيد فلسطيني تحت انقاض أحد المنازل التي دمرتها قوات الاحتلال في مخيم رفح. وجرح أمس فلسطينيان آخران برصاص جنود الاحتلال الذين انسحبوا صباح أمس من رفح بعد ان جمعوا أشلاء الجنود الذين لقوا مصرعهم الاربعاء الماضية بعد تفجير الناقلة المدرعة التي كانوا بداخلها. وبالتزامن مع هذا الانسحاب قصفت المروحيات الاسرائيلية تجمعا للفلسطينيين في مخيم خان يونس بجنوب قطاع غزة مما أدى إلى إصابة 4 منهم. وفي الضفة الغربية أصيب أمس قيادي في كتائب شهداء الأقصى برصاص وحدة صهيونية خاصة في مخيم طولكرم لكنه تمكن من الانسحاب.