أخبار تونس - صدرت مؤخرا عن منشورات “وليدوف”، الترجمة العربية لرواية “ذاكرة روبن”، للكاتب والمفكر الفرنسي من أصل برتغالي لويس دي ميراندا، وأنجز هذه الترجمة الروائي والناشر التونسي وليد سليمان ضمن سلسلة “ديدالوس”. وتشتمل الرواية التي جاءت في 103 صفحات على 11 فصلا وهي: الحادثة، لورا، العام الجديد، الوحدة، جزر السعادة، لقاءات، ذاكرة الحاضر، الأشياء الحية، غرفة الانتظار، شعلة أيروس، ويقظة التمثال. وحرر الروائي لويس دي ميراندا مقدمة خاصة بهذه الترجمة العربية بعنوان “الأدب هو الطفولة المستعادة” قال فيها: “بين أيديكم ثمرة تضافر شغف وصبر مترجم لانهائي الانطباع،فأن نترجم انطباعا دون أن نخونه يتطلب انتباها تأمليا وحاسة سمع تليق بمستكشف ينابيع وصنعة حرفي”. وأضاف الروائي في مقدمة الترجمة الجديدة قائلا في شأن حرفة الأدب: “الأدب هو الطفولة المستعادة وهو أشبه بأداة حرب وآلة موسيقية معا وعدونا كوني، إنه الركاكة وابتذال اللغة عندما تكون بلا توهج...” وتسرد هذه الرواية بإسهاب عالم الحياة بعد الموت، حيث تتغير حياة الشاب “روبن” كليا بعد وفاة صديقه “ستان” في حادث سير مروع لما كان يهم “ستان” بشق الطريق للقاء حبيبته في الضفة الأخرى من الطريق. والطريف في هذه الرواية هو أسلوب القص الذي ينفرد به الكاتب “لويس دي ميراندا”، إذ يتحدث “ستان” عن موته المؤسف في الحادث بلسان حاله “تكبح فرامل السيارة بغتة، يرتطم جسدي بصمت، أحلق في الهواء إلى ما لا نهاية، تجلدني الطريق المعبدة...”. كما أن الروائي يتيح في مؤلفه فرصة حوار معمق حوا مسألة الوجود بين الأموات والاحياء، قصد ايضاح الفكرة التي وردت كتصدير للعمل الروائي والتي يقول فيها هيراقليطس “سيان الحياة والموت، اليقظة والنوم، الشباب والهرم، إنها تحولات متبادلة...”. يذكر أن الروائي والكاتب الفلسفي لويس دي ميراندا ولد في البرتغال سنة 1971 وهو يقيم منذ سنوات طويلة في باريس ويعمل مديرا لدار النشر العريقة “ماكس ميلو” المتخصصة في إصدار الكتب الاجتماعية والفكرية. وفضلا عن رواية “ذاكرة روبن” أصدر لويس دي ميراندا عدة كتب مثل: “فرح” سنة 1997 و”الرذاذ” سنة 2000 و”في الفراغ” سنة 2001 و”اللحظة الجاذبة للمغناطيس” سنة 2002 و”باريدايزا” سنة 2008.