أخبار تونس – يعود تأسيس “أوتيك” إلى الفينيقيين سنة 1101 ق م وقد أسموها “عتيقا” بمعنى المدينة العتيقة وكان موقع أوتيكا القديم يتوسط الطريق من قرطاجة إلى مدينتي “هيبوأكرا” و”هيبو ريجيوس” المهمتين مما جعلها تزدهر بشكل كبير. ونظرا إلى الأهمية التاريخية لهذا الموقع الأثري انطلقت مؤخرا أشغال الحفريات التي تندرج ضمن اتفاقيات الشراكة والتعاون العلمي المبرمة بين وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ممثلة في المعهد الوطني للتراث وبعض الجامعات الأوروبية العريقة على غرار جامعة أكسفورد وجامعة الصربون والمعهد الإسباني للدراسات البونية قصد مزيد العناية بالمواقع الأثرية بتونس. وترمي هذه الحفريات إلى اكتشاف الشواهد الأثرية واللقى بموقع أوتيك سيما وأن الموقع يعتبر أحد أبرز المواقع وأغناها بالبلاد التونسية، فضلا عن أنها تؤرخ لما قبل تأسيس مدينة قرطاج. كما تتزامن هذه الحفريات مع إنجاز مشروع مشترك بين المعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية لإحياء هذا الموقع وصيانته ولئن شارفت أشغال تسييج الموقع على النهاية قصد ضمان حمايته والمحافظة عليه، فإنه سيتم قريبا الشروع في تشييد متحف موقعي جديد بأوتيك على مساحة تناهز 390 مترمربع وذلك بمجرد إتمام المرحلة النهائية من الدراسات الفنية. وسيمكن المتحف الموقعي الجديد بموقع أوتيك الأثري من الاطلاع على المجموعات المتحفية المعروضة التي سيعرف عددها ارتفاعا مطردا بما ستبوح به الحفريات. ويذهب المؤرخون إلى أن أوتيكا في فترة ازدهارها التاريخي قد شهدت إقامة عديد الأبنية الفخمة مثل: الفوروم والكابيتول والمسرح المدرج بالاضافة إلى إنشاء الحمامات الضخمة.