ضمن سلسلة كتاب ” مراة الوسط” صدر للكاتب والاعلامي محمود الحرشاني مؤخرا كتابا جديدا بعنوان ” بين الادب والسياسة” يتضمن مجموعة من المقالات والابحاث التي سبق للمؤلف ان نشرها في الصحافة التونسية والعربية خلال السنوات الثلاث المنقضية وتعرض فيها لجملة من القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية.ويقع الكتاب في 112 صفحة من الحجم المتوسط يخوض فيها الكاتب وهو في نفس الوقت صحفي ومدير مجلة”مراة الوسط” بسيدى بوزيد غمار الاحداث واللحظات التاريخية التي يراها فاصلة مؤكدا في التمهيد بان هذه المقالات تروم في نهاية المطاف “محاولة المسك بتلابيب الزمن الهارب”. ويشتمل الكتاب على جزءين يتعلق الجزء الاول منه بمجموعة المقالات السياسية والادبية في حين يتعلق الجزء الثاني بشهادات لعدد من الكتاب والنقاد التونسيين حول كتب سابقة للمؤلف منها ” رحلات محمود الحرشاني من الماء الى الماء” و” رائحة الارض” فضلا عن كتاباته الموجهة للاطفال. ويكفي القاء نظرة سريعة على عناوين المقالات المنشورة في هذا الكتاب ليستشف القارىء مضمونها وابعادها الوطنية حيث لم يغفل المؤلف بحسه الصحفي المرهف عن متابعة الاحداث المهمة التي شهدتها بلادنا في الاعوام الاخيرة على درب النهضة الشاملة والتقدم والرقي في مختلف الميادين. ومن هذه العناوين “ندوة القيروان وحديث العرفان” بمناسبة اعلان القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2009 و ” الاحتفال بخمسينية الجمهورية مغاز وابعاد” و” وفاء لرجل التغيير ومؤسس دولة الحداثة والتنوير” و” المنجي الشملي احد رواد الحداثة” و “اولادنا يبحثون عن هذه المادة في برامج الاذاعة والتلفزة” وفي هذا المقال يعبر الكاتب عن حيرته ازاء غياب الاشرطة الوثائقية المصورة في البرامج التلفزيونية العربية ويناشد اتحاد اذاعات الدول العربية تنظيم دورات تدريبية للقائمين على شؤون البرامج الوثائقية ومنتجيها في هيئات الاذاعة والتلفزيون في الوطن العربي. كما يتضمن الكتاب مقالات عن صحيفة” الانيس ” التونسية وهي صحيفة هزلية صدرت بمدينة صفاقس في فترة الثلاثينات من القرن الماضي وعن رواية عبدالقادر بلحاج نصر” ساحة الطرميل ” التي تدور احداثها بمدينة قفصة فضلا عن مقال “قرطبة في الذاكرة” الذى يبرز مكانة هذه المدينة الاندلسية في الوجدان العربي وعلاقتها بالشاعر الكبير ابن زيدون ومقال” الاغنية التي نريد”وفيه يؤكد الكاتب ان الاغنية هي مكون اساسي من مكونات المشهد الثقافي مثل الادب والمسرح والسينما والموسيقى والاغنية يجب ان تكون حاملة لرسالة مهما كان نوع هذه الرسالة عاطفية او سياسية او اخلاقية او تربوية واذا خلت الاغنية من رسالة تعمل على تبليغها فقدت قيمتها. هذا الكتاب يراوح فيه صاحبه بين السياسة والادب وهي مراوحة توفر على كل حال لذة القراءة وتجمع بين الافادة والامتاع