أخبار تونس– تسعى تونس حاليا، بحرص من الرئيس زين العابدين بن علي، إلى تنويع شركائها الاقتصاديين والتجاريين وخاصة مع بلدان الشمال. وتعد السويد، التي ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي، أول شريك تجاري من الدول السكندينافية لتونس . وتمثل المزود 23 للبلاد بنسبة 7ر0 بالمائة من حصص السوق. وهي أيضا الحريف 28 (3ر0 بالمائة من الصادرات التونسية). وتعود إقامة العلاقات الدبلوماسية التونسية-السويدية إلى بدايات الاستقلال إلى 1957 . ومنذ ذلك التاريخ ما فتئ الجانبان يحرصان على تبادل الزيارات و تدعيم العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية. ويعود تاريخ أول اتفاق تجاري إلى 20 سبتمبر 1967. وفي هذا الإطار، تم يوم الأربعاء بتونس التوقيع على مذكرة تفاهم بين مركز النهوض بالصادرات ومجلس التجارة السويدي. وتنص هذه المذكرة خاصة على دفع تبادل التجارب وبرامج التكوين والنشريات والإصدارات والدراسات بين الهيكلين بهدف دعم التجارة بين البلدين. ويتعهد الطرفان بمقتضى هذه المذكرة بتشجيع المؤسسات التونسيةوالسويدية على المشاركة في التظاهرات الاقتصادية التي تلتئم في كلا البلدين وتنظيم اللقاءات المهنية والأيام والتحسيسية بغية النهوض بفرص التبادل والتعاون الثنائي. وتولى التوقيع على مذكرة التفاهم السيدان عبد اللطيف حمام الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات واندرس وينستروم المدير المساعد لمجلس التجارة السويدي. وقد جرى موكب التوقيع بحضور السيد شكرى المامغلي كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية والسيدة ايفا بيورلينغ الوزيرة السويدية للتجارة الحرة التي تؤدي حاليا زيارة عمل إلى تونس رفقة وفد هام من رجال الأعمال السويديين. وأكدت السيد ايفا بيورلينغ خلال اختتام فعاليات اللقاء الذي نظمه مركز النهوض بالصادرات حول التعاون بين البلدين الأهمية التي توليها بلادها لدفع التبادل التجاري والتعاون مع بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط مبينة الاهتمام الذي توليه المؤسسات السويدية للاستثمار في تونس باعتبارها بلدا صاعدا مشيرة إلى أن التبادل بين البلدين لم يتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية. وأضافت أن التبادل يشمل خاصة قطاعي تكنولوجيات المعلومات والاتصال والطاقة مبينة العناية التي توليها السويد للنهوض بمستوى الحوكمة التي تشكل أفضل ضمان للتنمية الاقتصادية. واستعرض السيد عبد اللطيف حمام من جهته، نقاط التشابه بين البلدين في عدة مجالات وخاصة أهمية الموارد البشرية موضحا أن هذا التشابه من شأنه أن يساهم في معاضدة المبادلات بين تونسوالسويد. ونوه السيد اندرس وينستروم بدوره بإبرام هذه المذكرة معربا عن استعداد مجلس التجارة السويدي للعمل على استكشاف إمكانيات جديدة للشراكة والتعاون. وقد مثل دفع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين تونسوالسويد محور سلسلة المحادثات التي جمعت عددا من الوزراء التونسيين والسيدة ايوا بيورلنغ الوزيرة السويدية للتجارة التي تزور تونس. فقد التقى السيد رضا بن مصباح وزير التجارة والصناعات التقليدية يوم الثلاثاء مع المسؤولة السويدية . وعبر الجانبان عن عزم البلدين دفع المبادلات التجارية الثنائية للسلع والخدمات والخبرات في المجال التكنولوجي خاصة مع توجه الاقتصاد التونسي نحو القطاعات ذات القيمة المضافة العالية التي ترتكز على المعرفة. واستعرض الوزير وضع علاقات التعاون مع الاتحاد الأوروبي ومدى تقدم المفاوضات حول تحرير تجارة الخدمات والمنتوجات الفلاحية مبرزا أن تونس بادرت في هذا الصدد إلى وضع برنامج لتأهيل قطاع الخدمات. وأوضحت الوزيرة السويدية من جانبها أن بلادها تسعى حاليا إلى دفع النمو في الاتحاد الأوروبي والى الحد من تأثيرات الأزمة المالية العالمية وذلك من خلال تكثيف علاقات التعاون والشراكة ودفع التجارة الخارجية وتسهيلها. وكان اللقاء مناسبة كذلك لتبادل وجهات النظر حول قضايا الساعة مثل المسائل البيئية وأدوات التعديل والتعاون الثلاثي. وفي نفس السياق، تحادث السيد عبد الرحيم الزواري وزير النقل يوم الأربعاء مع السيدة ايوا بيورينغ. وعبر الجانبان بالمناسبة عن ارتياحهما لنوعية الشراكة القائمة بين البلدين واعتبرا اللقاء فرصة هامة لتعزيز تبادل الخبرات ودفع التعاون في قطاع النقل بمختلف مجالاته البري والبحري والجوي. وتم بالمناسبة تقديم عرض حول المشاريع الكبرى التي تشرع تونس في تنفيذها خلال الفترة القادمة. وعبرت الوزيرة السويدية عن إعجابها بالنقلة النوعية التي حققتها تونس في مجال النقل سواء على مستوى النشاط أو على مستوى تطوير البنية الأساسية بما جعلها تحظى بصيت عالمي يمكنها من استقطاب الاستثمارات الهامة. كما تحادث السيد الحاج قلاعي وزير تكنولوجيات الاتصال الأربعاء بتونس مع السيدة ايفا بيورلينغ. وتناولت المحادثة آفاق التعاون والشراكة بين تونسوالسويد في مجالات تكنولوجيات الاتصال والمعلومات وسبل دعمها وتطويرها. وأكد السيد الحاج قلاعي أهمية الارتقاء بالتعاون التونسيالسويدي في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال إلى مستوى أواصر الصداقة المتينة التي تربط البلدين من جهة وفي إطار علاقات الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى. واستعرض في هذا الصدد فرص الاستثمار والشراكة المتوفرة بتونس في مجالات تكنولوجيات المعلومات والاتصال وخاصة بالنظر إلى ما يتوفر بها من بنية تحتية اتصالية عصرية وموارد بشرية كفئة ومناخ ملائم للاستثمار. وأعربت السيدة ايفا بيورليغ من جهتها عن استعداد بلادها لتعزيز قنوات التعاون مع تونس في قطاع المعلومات والاتصال وخاصة على مستوى القطاع الخاص والاستفادة من الآليات والبرامج التي يوفرها إطار الشراكة. وجرت المحادثة بحضور السيدة لمياء الشافعي الصغير كاتبة الدولة المكلفة بالاعلامية والانترنات والبرمجيات الحرة وسفير السويدبتونس.
