بين مرحبّ ومُنتقد تراوحت تعليقات التونسيين على حوار رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي أجراه مساء أمس الخميس على القناة الوطنية الأولى بعد مائة يوم من تولّيه منصب رئيس الجمهوريّة. وقال الناشط السياسي والإعلامي برهان بسيس في مداخلة عبر أمواج إذاعة ifm إن حوار رئيس الجمهورية قيس سعيد حوار كله متناقضات وهي عادة سعيد الذي لم يخرج من جلباب الحملة الانتخابية، وفق تعبيره. وأضاف برهان بسيس أنّ الرئيس تحدث عن تجريم التطبيع واعتبره خيانة عظمى دون أن يتحدث عن ضرورة تقديم قانون لتضمينه، متابعا ماذا يقصد الرئيس بالخيانة العظمى هل سنحارب إسرائيل؟ واكد بسيس ان الرئيس تنصل من مسؤولية طرح مشاريع قوانين تجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني، مضيفا “لأنه يعرف جيدا تبعات ذلك على علاقته بالاتحاد الأوروبي”. وقال بسيس إن حديث الرئيس عن مدينة صحية في القيروان مجرد مزايدة لأنه سيؤدي إلى غضب جهات أخرى مثل الشمال الغربي التي تطالب بدورها بمثل هذه المدن الصحية. وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد أعلن أنه يعمل على إنشاء مدينة صحية في ولاية القيروان تتوفر فيها كل الاختصاصات فضلا عن نزل ومدارس ومرافق ترفيهية، مشيرا إلى أن الدراسات المتعلقة بهذا المشروع شبه جاهزة، وبخصوص تمويل للمشروع قال إن الكثيرين أعلنوا استعدادهم لتمويله وهم مستثمرون من تونس مع شركاء من الخارج، شرط أن يكون ذلك تحت رقابة رئيس الجمهورية. بدوهر هاجم القيادي بحزب قلب تونس عياض اللومي، واصفا خطابه بالغامض الذي يُشعر بالإحباط، مضيفا أن تصريحات الرئيس فيها تهرّب من المسؤولية وكثير من النرجسية. واعتبر اللومي أن هدف قيس سعيّد هو حل البرلمان وأنه أتى بإلياس الفخفاخ لأنه الشخص الأقدر على حل البرلمان. أمّا الباحث الجامعي سامي براهم فقد كانت له تعليقات ايجابية على حوار قيس سعيد “المُطمئن”، حسب وصفه، مشيرا إلى أنه لا يعنيه ما الذي سيقدّمه رئيس الدّولة محدود الصّلاحيات من مشاريع وبرامج ومبادرات بقدر ما يعنيه أن قيس سعيد لن يتآمر على ثورة الشعب ولن يبيع سيادته لمن يتآمرون على البلد، وفق تعبيره. وأضاف سامي براهم: “يكفينا منه أن يبقى الحارس الأمين لثورة ستؤتي أكلها لأجيال قادمة ستعرف كيف تنتجها وتستثمرها وتستخرج خيراتها”. وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد أكد أن تونس لا تعيش عزلة، وإنما أصبحت قبلة دبلوماسية منذ توليه منصب الرئاسة، مشيرًا إلى أنه سيتوجه في أولى زياراته الخارجية، للجزائر، الأحد، وأن المسألة الليبية ستكون إحدى مواضيع الزيارة. ودعا سعيّد إلى أن تتولى الدولة المرافق العمومية من صحة وتعليم وضمان اجتماعي فضلا عن الشغل، مؤكدًا أنه بصدد مشاريع قوانين بالنسبة إلى القانون الانتخابي وقوانين اقتصادية واجتماعية. وتابع سعيد “أحاول أن أجد التمويلات اللازمة من الداخل والخارج لحل مشاكل الشباب”. وحول ما يروج في الساحة الإعلامية التونسية عن تنسيقيات تسعى إلى تشكيل حزب له، قال سعيّد ليست لدي النية على الإطلاق في تأسيس أي حزب.