تضمّ المدارس الإعدادية و الابتدائية وسائر مؤسسات التعليم في تونس ما يقارب لمليونين و88 ألف تلميذ وتلميذة، بكامل أنحاء البلاد ، و لكن لا يتقاسم هؤلاء التلاميذ نفس المناخ التربوي و لا يحظى جميعهم بنفس الظروف . و تشكو المؤسسات التربية و خاصة الموجودة في المناطق الداخلية و المهمشة من بنية تحتية مهترئة و نقص في التجهيزات أو غيابها تماما ما يجعل هذه المدارس قابلة للسقوط في لحظة و بالتالي فان جل التلاميذ الذين يدرسون هناك معرضون للخطر في كل وقت. مدارس "طاعنة في السنّ" قال وزير التربية حاتم بن سالم السبت إن حالة البنية الأساسية لقطاع التربية يرثى لها حيث أن أكثر من 50 بالمائة من المؤسسات التربوية يزيد عمرها عن خمسين سنة، كاشفا أن 549 مؤسسة تربوية بمختلف جهات البلاد في حاجة أكيدة جدا للتدخل الفوري للصيانة. وأضاف في هذا الصدد انه رغم تعدد النشاطات والتدخلات التي يقوم بها المجتمع المدني في شراكة مع وزارة التربية الا أنها تبقى دون المأمول وضعيفة مقارنة باستعداده وقابليته للعطاء، معتبرا أن هذا الضعف لايعود الى تقصير من الطرفين وانما الى ضعف حوكمة الشراكة بين الطرفين، حيث تتم التدخلات في اطار تغيب فيه النجاعة التي يأملها الجانبان وهي من الأسباب التي تسعى الوزارة اليوم الى تداركها، وفق تأكيده. وعبر عدد من ممثلي المجتمع المدني المشاركين في هذه الندوة عن استعدادهم الكامل والمتواصل لتفعيل الشراكة مع الوزارة في مختلف المجالات التربوية على غرار المطاعم المدرسية والبنية الاساسية، من خلال التعهد بقاعات التدريس وتجهيزاتها والابواب والنوافذ والحدائق والمبيتات والانشطة الثقافية والرياضية والترفيهية في مسعى لمعاضدة جهود الوزارة، مقرين بعدم تمكن الوزارة بمفردها من مجابهة الطلبات المتزايدة للمؤسسات التربوية. نقص فادح في عدد المدرسين يُقدر النقص في الكادر التربوي بنحو 1370 مدرّساً. ويرى مراقبون أنّ "الشغور في عدد من المؤسسات التربوية قد يصل إلى 10 مدرّسين، في حين أنّ بعض المدارس لا تضمّ سوى مدرّس واحد على غرار المدرسة الابتدائية في بئر الشرفاء التي تضمّ نحو 300 تلميذ. وفي مدارس أخرى، لا يوجد أيّ مدرّس من قبيل مدرسة بئر علي بن عمارة في منطقة أولاد عاشور التي تضمّ 140 تلميذاً". مدارس آيلة للسقوط في حوادث عدّة خلال السنوات الماضية، شهدت مدارس عدّة سقوط أحد أسقفها أو جدرانها خلال حصص التدريس، وإن من دون سقوط ضحايا. وهو الأمر الذي جعل المدرّسين مضطرين إلى الجمع بين تلاميذ صفَّين في المستوى نفسه في قاعة واحدة، نظراً إلى نقص عدد غرف الصفوف أو تدهور معظمها. و تتكرر سنويا حوادث انهيار المدارس في عدة جهات مما يدعو الى التساؤل عن جدية اصلاح المنظومة التربوية. شهدت المدرسة الابتدائية 20 مارس بسيدي حسين السيجومي من ولاية تونس في جانفي من سنة 2016 انهيار جزء من سقف احدى قاعاتها دون تسجيل اصابات في صفوف التلاميذ أو الاطار التربوي. و نجا تلاميذ المدرسة الابتدائية الغابة السوداء بمنطقة السعيدة من ولاية سيدي بوزيد يوم 01 فيفري 2016 من الموت بأعجوبة اثر انهيار سقف قبل دخول التلاميذ بدقائق معدودة مما أثار حالة من الهلع والخوف في صفوف التلاميذ والاطار التربوي. و من بين الحوادث المشابهة انهيار سقف احدى القاعات في المعهد الثانوي الحبيب ثامر في ولاية بنزرت، يوم 7 ديسمبر 2015 دون وقوع اصابات ، لكن الحادث تسبب في اغلاق عدد من قاعات الدروس بالمعهد المذكور للمعاينة من اجل القيام بعمليات صيانة. كما تعرض تلميذ يدرس بالمدرسة الابتدائية أولاد بلقاسم بمنطقة السعيدة التابعة لولاية سيدي بوزيد الى إصابات خفيفة اثر سقوط جزء من سقف القسم في مارس2015 ويذكر ان هذه المدرسة ايضا شهدت قبل ذلك حادثة مماثلة تضرر منها عدد من التلاميذ، حسب شهادة بعض الاولياء بالجهة.