مع إعلان شركتي شركة "فايزر" الأمريكية و"بايونتيك" الألمانية التوصل إلى تطوير لقاح أثبت فاعليته بنسة 90 في المائة، طُرح التساؤل حول أحقية الدول الفقيرة في حصول اللقاح، خاصة بعد ان اكدت مصادر اعلامية امريكية ان البلدان الغنية اشترت أكثر من مليار جرعة من اللقاح وهو ما يمثل 82% من الجرعات التي سيتم انتاجها قبل نهاية سنة 2021. وذكر تقرير لموقع "سالون" الأمريكي ان شركز "فايزر" باعت للولايات المتحدة 100 مليون جرعة، مع خيار لشراء 500 مليون أخرى، بينما اشترت المملكة المتحدة 40 مليون جرعة، والاتحاد الأوروبي 200 مليون جرعة، مع خيار لشراء 100 مليون جرعة أخرى. وخلصت دراسة لجامعة ديوك الأميركية (Duke University) نشرت قبل أيام، إلى أن مليارات من سكان الدول الضعيفة والمتوسطة الدخل ربما لن يتم تطعيمهم بلقاحات مضاد لكورونا إلا في عام 2023 أو في 2024. وأشار باحثون في الجامعة إلى أن مسارعة الدول الغنية لشراء حصة الأسد من لقاحات الفيروس المستجد، تخلق تفاوتا عميقا في توزيع اللقاح بشكل عادل على المستوى العالم. وصرح بنجامين شرايبر منسق شؤون لقاح كوفيد-19 في منظمة اليونيسف "علينا تجنب أن تحصل الدول الغنية على كل اللقاحات وبالتالي لا تتبق جرعات كافية للبلدان الأفقر". وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن أمله الجمعة في أن يفيد أي "تقدم علمي" كل البلدان قائلا "لا شك في أن اللقاح سيكون أداة أساسية للسيطرة على الوباء". وأفادت ترودي لانغ مديرة شبكة الصحة العالمية في جامعة أكسفورد لوكالة الأنباء الفرنسية "إذا كان لدينا لقاح فايزر فقط ويحتاج كل شخص إلى جرعتين، فمن الواضح أننا أمام معضلة أخلاقية". وبالإضافة إلى المسألة الأخلاقية، تؤكد البيانات الوبائية الحاجة إلى التوزيع العادل للقاح. وفي هذا السياق، نشر باحثون في جامعة نورث إيسترن في الولاياتالمتحدة أخيرا دراسة تبحث في الصلة بين الوصول إلى اللقاح والوفيات الناجمة عن كوفيد-19. ووضعوا سيناريوهين، يبحث الأول في ما قد يحدث إذا احتكرت 50 دولة غنية أول ملياري جرعة من اللقاح، وفي السيناريو الثاني يتم توزيع اللقاح على أساس عدد سكان الدولة بدلا من قدرتهم على دفع ثمنه. وتبين أنه في السيناريو الأول، تنخفض الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 بمقدار الثلث (33%) في أنحاء العالم، أما في الفرضية الثانية فتصل نسبة انخفاض الوفيات فيها إلى 61%. ويأمل مختبرا "فايزر" الأمريكية و"بايونتيك" الألمانية في توفير الجرعات الأولى في غضون أسابيع قليلة، بمجرد استلام تصاريح الاستخدام الطارئ من الوكالات الصحية. وتتوقع الشركتان توفير ما يصل إلى 1,3 مليار جرعة العام المقبل.